الحلقة السادسة عشر من أولاد الجبالى3
يقول لها مش عنسى أبدا اللى جولتيه عليه تشكرى يا بنت الناس .
ليقف بعد ذلك جميع العمال فى وجه براء ومحمود ليقول أحدهم محدش هياخد جابر بيه منينا ومش هتاخدوه إلا على جث..تنا كلنا .
فدمعت عين جابر من حب الناس له وتمتم الحمد لله.
وهنا نظر محمود إلى براء نظرة يؤكد له إنه فعلا رجل لا غبار عليه والدليل أمامهم وهو حب الناس له .
كما عليهم تنفيذ أمر القانون ولا مجال العواطف فى عملهم .
لذا أشار براء إلى جابر بقوله لو سمحت يا جابر كلم عمالك لأن إحنا جايين ننفذ القانون وكده يعتبر تعدى على أفراد الشرطة وعقوبته حبس لكل فرد فيهم .
فخاف جابر على عماله فتوجه لهم بالحديث
_ صراحة مش جادر أقولكم ايه فى وقفتكم چمبى دى ربنا يجزيكم خير ولا يوقعكم فى ضيقة ابدا .
_ وان شاء الله ربنا هيظهر الحق ده أملى فيه .
_ ومش عايز غير دعواتكم وبس .
ليجهش الجميع بالبكاء بين إندهاش براء ومحمود .
فحدث نفسه براء للدرجاتى الكل عيحبك يا جابر !!
امال ايه اللى حوصل ده
فيطالعه براء بأسف مردفا انا اسف فعلا بس زى ما قولت ده شغل ولازم فعلا تقوم محامى عشان تثبت برائتك .
جابر هسبها على الله يا براء بيه .
ثم تلى قوله تعالى بصوته الشجى ولنبلونكم بشيء من الخۏف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين.
ليلتفت له جابر وعينيه تملؤها الحزن على أخيه أكثر من نفسه قائلا عنديك ربنا يا اخوى هو أحن وأكرم و هو هيتولاك برحمته .
لتقوم سلسبيل بجذبه إلى أحضانها وتربت على ظهره بحنو قائلة أنا اهو عنديك أختك يا جاد مش عسيبك أبدا ودلوك عتروح معايا على بيتنا ده عمران عيفرح جوى .
فردد جابر بقوله تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصېبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
وعندما أمر براء سائق السيارة بالٱنطلاق نحو قسم الشرطة استمع لأصوات العمال
أصاب محمود وبراء الذهول من هذا الحب الجارف لرجل بسيط مثل جابر .
فحدث محمود براء بقوله كده يا براء الموضوع فيه إن بجد .
ومن اللى شوفناه أن يستحيل الراجل ده يعمل كده .
ولازم نعمل تحرياتنا ونشوف مين اللى عمل كده .
براء ياريت فعلا يكون حد غيره ده أنا دماغى ھتنفجر من التفكير .
_ بس مين يقدر يعمل كده وانت شايف الناس عنده بتحبه ازاى !
محمود فعلا وده اللى محيرنى .
لم تنم ملك فى تلك الليلة التى عادت بأغلى ما تملك من المستشفى.
عادت بروح صغيرة تؤنس وحدتها روح تمنتها كثيرا وشاء الله أن يعطيها لها بعد هذا الحرمان الموجع .
فضمتها لصدرها بحنو وأخذت تردد الدعاء يارب أحفظها وأرزق كل مشتاق الذرية الصالحة.
ثم وجدت الصغيرة تتملل فى لتطالعها بحب وأخذت ضاربات قلبها تزداد كلما رأتها تبحث بفمها عن مصدر طعامها وتلوى شفتيها يمينا ويسارا ثم بدئت فى بكاء خفيف .
لتبتسم ملك مرردة بلطف عدورى على ايه يا رورو يا ريحانة جلبى على المم عيونى يا حتة من جلبى .
لتخرج لها ملك مصدر غذائها لتطعم تلك الصغيرة من لبنها وباليد الآخرى تلمس شعرها الحريرى بحنو .
ووظلت هكذا حتى غفت الصغيرة مرة أخرى فلم تشىء أن تضعها فى الفراش ولكن ظلت على صدرها حتى نامت ملك وهى تحملها على المقعد ورأسها تستند على ظهر المقعد .
لم تستطع زاد النوم فى تلك الليلة أيضا