فضة وذهب
رآه فرح به وسأله بدر عن المركب
فأجابه إنه حيث تركته و لم يلمسه أحد عندما حان وقت الرحيل أهداه الصياد جرة عنب مؤونة للرحلة
فقال له لماذا تتعب نفسك لي ما يكفي
لكن الرجل أصر على ذلك فلم يجد بدا من قبولها
أبحر الفتى إلى الجزيرة العجيبة وعندما إنقشع الضباب جاءه شيخ البحر و عاتبه قائلا ألم أطلب منك عدم المجيئ إلى هنا هذا المكان لا يخصكم يا بني آدم ألم يكفكم كل ما بحوزتكم من أرض هيا إرحل من هنا
صمت شيخ البحر ثم إقترب من المركب وسأله ماذا يوجد في تلك الجرة
أجابه فيها عنب لكن لا شك أنه أصبح خمرا الآن
قال له أرني ذلك فأعطاه الجرة فشرب منها وراق له ذلك فزال غضبه وتهللت أساريره ثم الټفت له وقال أنت فتى شهم و ذو مروءة لذلك سألبب طلبك
هل أنت متأكد أنك تستطيع فعل ذلك فأنا لا أحب أن تهلك بسببي
ثم إقتربت أسماك أبو سيف منه حتى كادت تلامس الفقاعة فلم ترف له عين ولما رأت صبره إنصرفت فتنفس الصعداء فلقد شاهد أعينها المستديرة وهي تحدق فيه وكانت مفزعة
واصل النزول فبدأت الظلمة تنتشر في الأعماق ثم أتت قناديل البحر فأضاءت ما حوله وبعد قليل وصل إلى القاع فوجده مليئا بالنباتات البحرية التي تتموج مع الماء وهناك كانت تسرح السرطانات الكبيرة والأخطبوطات ورأى السفن الغارقة من أقدم الأزمان
وكاد أن ينسى ما جاء من أجله نظر تحت الشجرة ووجد أصدافا كبيرة فيها لآلئ بحجم البيضة لم ير الرائون مثلها في بياضها ولمعانها مد يده ليأخذ أحدها لكنه تذكر وصية شيخ البحر فتركها بحسرة ثم قطع الفرع بسرعة وبدأ بالطلوع
قال لو تأخرت لحظة واحدة للحقوا بي وأحسب أن تلك اللآلئ كانت فخا
بعد قليل وصل إلى السطح فوجد شيخ البحر ثملا فقال له لقد أثبتت بأسك فلا أحد ينزل ويصعد سالما ولو لمست أحد تلك اللآلئ لإنغلقت الصدفة عليك وإبتلعتك في لقمة واحدة !!
_الجزء_السادس
لقد أخذت ما تريد والآن إذهب ولا ترجع إلى هنا وإلا أغرقتك بيدي هل تفهم ما أقول هيا أغرب عن وجهي
بعد نجاح مغامرته وصل بدر إلى البستان فإبتهجت أخته وعانقته ثم زرع الفرع وسقاه بالماء وبعد شهر أصبح شجرة عظيمة وارفة الظلال لكل ورقة منها أغنية
وهناك أغاني بعدد أوراقها وكلها جميلة إذا لمست واحدة منها غنت لك وكل يوم كان بدر وأخته يتسامران تحتها وينظران إلى البستان الذي إمتلأ بالفراشات والرياحين والعطر الشذي
بعد مدة جاءت الأختان ولما شاهدتا كل هذا النعيم إشتد حقدهما وقالت أحداهما للأخرى لقد أردنا ان ننتقم منهما فزادت سعادتهما لا بد أن نتخلص من هذين اللئيمين لكي يصبح كل شيئ في هذا البستان من نصيبنا هذه المرة لا يجب أن نخطأ
قالت احد الأختين لبدور كل ما في هذا البستان رائع وجميل ولكن ينقصه شيئ أخير إذا حصلت عليه اكتملت أحلامك أنت وأخاك فهذا الشيء ليس للزينة بل للتسلية وبه يحلى السهر
في المساء لما يكون الطقس دافئا والنسيم عليلا
أحست بدور بالسرور وسألت ما هو هذا الشيء العجيب نظرت إحدى الأختين إلى الأخرى وقالت إنه طائر ملون بارع في رواية القصص والأسمار من أقدم الأزمان
وهو يحكيها لفراخه كل يوم فتسمعها وتحفظها وعلى أخوك أن يتحايل على الطائر ويأخذ من عشه فرخا ولما يكبر قليلا سيبدأ في رواية ما سمعه
سألت بدور هل تعلمين أين يوجد ذلك الطائر
أجابتها المرأة يقال أنه يعيش وسط السحاب هذه المرة لن ينزل أخوك تحت الماء بل سيطير في السماء
ردت بدور لا تقلقي سيجد طريقة لإحضار فرخ الطائر
لما رجع بدر أخبرته بحكاية الطائر الذي يتكلم
فقال
لها لدينا كل شيئ ولا أرى حاجة إليه فوضعت يدها على وجهها وبكت على فراق أبويها فأشفق بدر