العازب والأربعينية بقلمى شيماء سعيد
وتحملت تقلباته وعشرته الصعبة من أجل ابنتها التى أفنت عمرها من أجلها وظلت هكذا حتى توفاه الله ولم تتخيل انها فى هذا السن قد تجد العوض على تلك السنين التى عاشتها مع رجل لم يشعرها يوما بحبه واهتمامه وعانت معه الكثير .
وظلت تدور حول نفسها فى سعادة حتى وصلت له رسالة أخرى منه
لم أكن أعلم أنك بهذا البخل فاتنتى فتارة تحرمينى من سحر عينيك وتبتعدى وتارة تبخلى عليه بالرد على رسالتى .
كادت حياة أن ټموت صريعا لهذا الھجوم المفاجىء لقلبها الذى لا تتحمله ولكنها تماسكت وحاولت جاهدة أن تنهى هذا الأمر فى بدايته حتى بت يتوغل فيقضى على ما تبقى منها
لأنه تعلم أنه حب محكوم عليه بالاعډام قبل أن يولد بسبب الفوارق بينهم فى السن والحالة الاجتماعية فإن رضت هى لن يرضى عنها المجتمع بسبب تقاليده الموروثة .
ستقولون فعلها من هو خير منه الرسول صلى الله عليه وسلم.
سأقول لكم انتم قولتم رسول معصوم وكانت هى من خديجة
ولكن اين انا منها واين هو من رسول الله .
لا لا لم أتحمل انكسار من جديد فيكفى ما حدث لى من قبل فليدعنى إذا أعيش المتبقى من عمرى فى سلام حتى أموت وليعوضنى الله فى الجنة .
فاعذرنى وربنا يرزقك من خير منى وأرجوك لو كنت بجد بتكون ليه اى مشاعر صادقة متبعتش ليه رسايل أو تحاول معايا عشان مش هتكون نتيجته الا الفشل لأننا ببساطة مش تنفع لبعض ومش هينوبنا الا التعب .
قرء مصطفى الرسالة وتنهد بحرارة وقال عنيدة وهتتعبنى بس خلاص وقعت فيها ويستحيل أبعد عنها بعد ما قلبى سلم ليها .
لو يستطيع المرء منا التخلى عن روحه ويعيش من غيرها حينها يابعد عنك يا كل روحى .
وأعلم جيدا تلك الفوارق التى تتحدثين عنها من فرق السن والحالة الاجتماعية ولكن ما تلك الا مجرد عقد تنحل بالحب فلا يوجد لها مكان فى قلبى طالما تربعتى على عرشه وأصبحت مليكتى .
فانا لم أحب جمال وجهك ولكن أحببت روحك التى بين جبيك والروح هى التى تبقى دوما ولا تشيخ .
سبحانك ربى ما أكرمك وما أحلى عوضك التى يأتى فى لحظة يأس فينسينا ما مر قبلها من مرارة .
فكتبت له إذا أرنى صدق قولك على أرض الواقع .
وكيف ستواجه عائلتك بأعجابك بامرأة فى الاربعين اى فى خريف العمر وانت مازالت فى مقتبل العمر
اكيد طمعان فى القرشين اللى حلتها .
أما الطامة الكبرى كيف سأقنع ابنتى التى فنيت لها عمرى بالزواج وكيف سيكون صورتها أمام زوجها
أنها لمعضلة
فكيف حلها
فكتب لها لا تقلقى سيدتى ولا تستسلمى من أول جولة
اوعدك انى سأخوض معارك الدنيا كلها من إجلك لأفوز بابتسامة عذبة منك فى النهاية
فصمتت ولم تجيبه .
فكتب لها
المعركة لابد لها من زاد وعتداد فهل لى برؤيتك مرة أخرى لاشبع عيناى منك لتكون ذخيرة أواجه به المعرضون.
فارتبكت حياة وسرت قشعريرة فى جسدها واحست كأنها فتاة مراهقة ستقابل شاب من وراء أهلها ..
ولكن ليكن فعليها أن تقابله حقا تلك المرة لتتأكد من صدق قوله أو يتركها لحالها .
فكتبت لها نعم ساراك فى الغد ولكن أعلم انها ستكون المرة الأولى والأخيرة
وان كتب الله لنا لقاء فليكن فى الحلال .
فكتب مصطفى امرك سيدتى .
....
فى اليوم التالى تجهز مصطفى للقاء حياة على أكمل وجه ومشط شعره واحترافية ونثر عطره المفضل .
فاستئذنت والدته للدخول عليه فأذن لها .
دلفت كريمة بخطى بطيئة ونظرت له بأعجاب قائلة ماشاء الله تبارك الله عليك يا ضنايا زى القمر عريس يا اخواتى .
ياما نفسى أفرح بيك بقه يا الله.
تهللت أسارير كريمة