العازب والأربعينية بقلمى شيماء سعيد
حاجة يا ابنى للأسف كنت بفتكرك عاقل طلعت مفكش ريحة العقل واعمل حسابك خلاص انا اللى هخطبلك وانا شايفة هند مناسبة .
مش تقول أربعين وخمسين يعنى رجلها والقپر ومتقدرش تخلف وتضيع عمرك معاها على الدكاترة وټندم وتقول يارتنى .
مصطفى ليه بس كده يا امى ده عملها الاحسن منك ومنك وكان أصغر منى كمان وخلف منها بدل العيل تسعة .
فأشارات كريمة بيديها قائلة اديك قولت نبى مش زى اى حد يا ابنى والست زمان صح أربعين سنة كانت شديدة وتخلف لكن دلوقتى الست من الاكل الملهوش فايدة بقت تعجز فى التلاتين كمان مش أربعين يا خايب .
مصطفى طيب حتى حولى تشوفيها يمكن تغيرى رئيك .
كريمة لا مش عايزة أشوف خلقتها وبقولك ايه يا مصطفى لو صممت على كلامك وعايز تكمل معاها يبقى منك ليها ومترجعش هنا تانى ولو سمعت انى قابلت ربى كريم متجيش تمشى فى جنازتى .
كريمة بغلظة انا اللى عندى قولته خلاص .
يطالعها مصطفى بحزن ثم التقط هاتفه وخرج مهموم الصدر متجها إلى الكافيه لمقابلة حياة ولكنه توقف فى الطريق لشراء بعضا من الورود بألوانها الخلابة المميزة لها .
وأعمارنا تقاس بلحظات السعادة ويظهر المرء بأقل من عمره إن كان له خليل يسعده ويظهر كأنه شيخ فى الستين ان كان حزينا .
فأنساه لهفة اللقاء وجمالها ووجها البرىء والسعادة التى تظهر عليها ما فعلته معه والدته .
فحدثت نفسها لا كده كتير قلبى مش هيتحمل الفرحة دى كلها .
ثم وجدته يقف أمامها بابتسامته الساحرة وقد مد يده بباقة الزهور قائلا اتفضلى انا صراحة مكنتش عارف بتحبى ألوان ايه بالظبط فقولت خليها تشكيلة كده أحسن .
فابتسمت حياة قائلة انا بحب فعلا كل الالوان فى الورد .
تقبلى تكونى شريكة عمرى الجى اللى مش هيكون ليه وجود من غيرك .
شعرت حياة بالدوار من تلك المفاجأة أحقا يريدها شريكة حياته ويحبها حقا رغم الفروق التى بينهم .
وشعر مصطفى بترنحها فأمسك يدها بلطف فارتجفت وشعر هو برجفتها فابتسم لبرائتها رغم أنها قد سبق لها الزواج .
مصطفى بهدوء طيب ممكن تهدى ونقعد عشان نعرف نكلم مع بعض .
فجلسوا على الطاولة المفضلة لديها أمام البحر تسنشق الهواء باستمتاع .
مصطفى حياة أنا عايزك تثقى فيه وتعرفى انى بجد عايزك تكونى حلالى وعايزك تواجهى معايا الصعوبات اللى هتوقف فى طريقنا وتكون متمسكة بيه زى ما انا متمسك بيك لأبعد الحدود .
فأغمضت عينى بحزن وقولت له أنت بتطلب المستحيل فى مجتمعنا يا مصطفى حتى لو بينا نبتة حب لسه بتبتدى مش هيرضوا يخلوها تزرع وتطرح صدقنى هيدمروها .
مصطفى وليه نبرة الاستسلام دى خلى عندك ثقة بالله ثم بيه شوية .
فنظرت له طويلا ثم حمحمت بحرج فشعر أن هناك شىء ما برواد تفكيرى فسئلنى حاسس إن فيه حاجة فى نفسك عايزة تقوليها غير موضوع الناس ورأيهم فى علاقتنا .
فتنهدت بمرارة وقولت ايوه يا مصطفى مش الناس بس اللى خاېفة منهم انا خاېفة منك أنت كمان .
لأن حتى لو بأن شكلى دلوقتى اصغر من سنة وصحتى يعنى ماشية لكن بعد كام سنة أكيد خلاص هيبان عليه وصحتى طبيعى تضعف وساعتها صدقنى المشاعر هتروح وتحس انك اتورطت وهتندم وساعتها مش هتحمل احساسك بالندم عشان كده بقولك تانى يا مصطفى بلاش ارجوك .
خلينى فى حياتى الهادئة اللى أتعودت عليها لحالى وانت شوف حياتك واستمتع بشبابك مع وحدة تليق بيك ..
فطالعها مصطفى بحب وابتسم رغما عنه وقال بتروى قد كده شايفانى صغير فى عينك ومش راجل تعتمدى ليه وكمان خاېن ممكن يسيبك