اللص التقى
انت في الصفحة 2 من صفحتين
بإمساك الدفاتر ـ فأحصى الأموال وحسب زكاتها فأزاح مقدار الزكاة جانباً ، واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات
، فنظر فإذا هو الفجر !!
فقال : تقوى الله تقضي بالصلاة أولاً !
وخرج إلى صحن الدار ، فتوضَّأ من البركة وأقام الصلاة ، فسمع رب البيت ، فنظر فرأى عجباً ، فانوساً مضيئاً ، ورأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاة !!!!
قالت له امرأته : ما هذا ؟
قال والله لا أدري !
ونزل إليه فقال : ويلك ، من أنت وما هذا ؟
قال اللص : الصلاة أولاً ثم الكلام ، إذهب فتوضأْ ثم تقدمْ فصلِّ بنا ، فإن الإمامة لصاحب الدار !!
فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره به ، والله أعلم كيف صلى !!
قال : لص .
قال : وما تصنع بدفاتري ؟
قال : أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنين ، وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها !!
فكاد الرجل يُجَنُّ من العجب ، وقال له : ويلك ، ما خبرك ، هل أنت مچنون ؟!!
فأخبره خبره كله .
فلما سمعه التاجر ورأى جمال صورته وضبط حسابه ، ذهب إلى امرأته فكلمها ، ثم رجع إليه فقال له : ما رأيك لو زوجتك ابنتي وجعلتك كاتباً وحاسباً عندي ، وأسكنتك أنت وأمك في داري ، ثم جعلتك شريكي ؟
قال : أقبلُ
وأصبح الصباح فدعي بالمأذون وبالشهود وعقد العقد .
وهذه قصة واقعية قديمة حدثت حقيقةً وأعرف أشخاصها وظروفها كلها .
*يقول الشيخ الطنطاوي معقباً على القصة :*
*ليت للكثير فقه هذا اللص دون غفلته فالمشكلة أن للكثيرين الغفلة من غير تقوى