رواية لسارة فتحى
غزي التهجم ملامح وجهه فتحمحم حتى تلاحظ وجوده
نظرت نحوه وتبدلت ملامحها واسرعت للولوج للداخل
فأوقفها قائلا
يارب تكونى مرتاحة هنا بس معلش فيه حاجة عايز ألفت نظرك ليها ومش قصدى حاجه لا سمح لله
بس فيه تحتك قهوة و بلاش وقفتك كده فى البلكونه
اخفضت رأسها وهى تحاول ان تخفى عيناها التى شارفت على البكاء من مرمى بصره
همست بخفوت قبل أن تندفع للداخل
حاضر .. اسفة لو عملت حاجه غلط ومكنتش واخده بالى
مرر أنامله على خصلات شعره وهو يرفع حاجبيه باستنكار قائلا
دي كانت هتعيط .. لا وتقولى اسفة لو غلطت
شكلى داخل على ايام عنب
ولجت ونس من باب الشقة مازالت تشعر نظرات وهمسات اهل القرية تحاصرها وتجد صداها بداخلها تنهدت بثقل محاولة التفكير بايجابيه اكثر وبث التفاؤل لنفسها
تحركت صوب الدرج وفجأة تنبهت حواسها لصوت يناديها استدارت طالعت السيدة نوال بوجهها البشوش فابتسمت نوال قائلة
صباح الخير يا حبيبتى على فين كده على
لحظات تحولت لدقائق ولم تجيبها وهى تحدث نفسها
أى خير هذا ! من الواضح ان تلك السيدة لم تصدق ما سردته لها بالأمس همست بخفوت
وهى تنزل اولى الدرجات
صباح الخير
لم تستسلم السيدة نوال للهجتها وهروبها
فتابعت ثانية لتستوقفها
رايحه فين كده على الصبح بدرى !
ومالك مش بتردى ليه !
معلش ماخدتش بالى بس نازله بدرى ادور على شغل
اقتربت منها تستطرد مبتسمه بحنان
طب ده لسه بدرى . تعالى ادخلى نفطر مع بعض وبعد كده انزلى براحتك
ردت عليها بهدوء يشوبه الحزن
لا شكرا اوى عشان ألحق
مدت يديها تسحبها للداخل معاها رغما عنها وهى تهتف
مفيش اعتراض عندى ...انا زى والدتك وميصحش تقولى لا
تركتها واتجهت صوب المطبخ فجلست ونس على الأريكة وبداخلها مشاعر متضاربة لكن تشعر بسعادة فتلك السيدة رؤيتها تريح قلبها
وتتعامل معاها بحب وحنان أموي افتقدته
لم تخشى أن تصيبها بالنحس مثل خالتها
لانت ملامحها وهى توزع انظارها فى اركان البيت
يرتدى بنطال قطنى اسود وعارى الصدر كعادته
فى بيته ثم ولج للخارج بخطوات متثاقلة يحارب النعاس يبحث عن والدته فجأة سمع صوت صړاخ
اتسعت عيناه پصدمة لتلك التى تصرخ امامه
فى أيه ! فين امى جرالها حاجه ! انتى ايه اللى جابك هنا !
استدرات توليه ظهرها وهى تهتف بحدة
انت ازاى يا استاذ يا محترم ازاى تخرج كده
رمق نفسه بنظرة سريعة توسعت عيناه پصدمة
التقط سترته من على المقعد يرتديها سريعا
ثم تحدث قائلا بحرج
خلاص خلاص هى فين امى !
استدرات والغيظ يرتسم على ملامحها وهى مازالت مغمضه جفونها لتتحدث بحدة
انت ازاى تخرج كده !
انت مش شايف منظرك
ابتسم وهو يطالع جفونها المغلقة وحركتها العفوية وملامحها البريئة تجعلها فاتنة بإغواء تنهد ينفض تلك الافكار وكاد أن يعتذر لكنه تذكر انه فى بيته وهى الضيفة فاجابها بتهكم
على فكرة انتى اللى فى بيتنا هنا مش انا اللى عندك
وطبيعى انى انام كده فى بيتنا عادى
خجلت من تعليقه وشعرت بسخافتها فى هذه الاثناء هرولت والدته من المطبخ على صوت صړاخها وجدتها تطرق نظرها للأسفل باحراج
بينما هو عيناه متعلقة بها همست متسائلة بريبة
جرى يا حبيبتى بتصوتى ليه ! مالك !
قاطعها أنس بلهجة مستنكره قائلا
يا نبع الحنان لما فيه ضيوف فى الصالة مقولتيش ليه هااا ولا أنا دكر بط فى البيت عايش معاكى
ضړبت نوال صدرها ثم ضحكت قائلة
يووووه نسيت يا أنس .. على سيرة البط بقى
انهارده ونس معزومه عندى على بط
ثم تابعت حديثها بقولك ابقى قول للواد امير يطلع يتغدا معانا بحبه الواد ده اوى
جز أنس على شفتيه وهو يميل برقبته
بحركة مستنكره وكاد أن يشد شعره من الغيظ
بط أيه ! وامير ايه! بقولك مش تقوليلى عندنا ناس وانتي عارفه انا بنام ازاى
ربتت على كتف ونس التى تحاول كبت ابتسامتها
واعادة نظرها إلى ابنها قائلة بغيظ
ما خلاص يا واد انت مش سترت نفسك بلاش غلبه ويلا عشان نفطر وتنزل السوق تجبلى الطلبات
اتسعت عيناه وفاه سويا وبينما هى لم تقدر على كبح ضحكاتها اكثر فأنفلت منها ابتسامة ناعمة وظهرت غمازتها
ثم اسرعت تمضى خلف والدته وقف ينظر فى اثرها وقلبه يدق پعنف يهمس لنفسه
طب عليا النعمة كانت عايشه مع بهايم دي نحس ديه
اومال الوليه الحشريه اللى ساكنه تحت دي ايه
ده بتستجوبنى كل يوم الصبح وبليل
انهوا طعامهم سريعا ثم نهضت واقفة بابتسامة هادئة تستئذن للخروج فاندفع هو دون وعى او ذرة عقل يسألها
انتى رايحه فين كده على الصبح !
ثوان من الصمت