حبهان
عنه تعبه ولو مؤقتا....
بعد فترة قليلة...
خرج من المرحاض يلف جسده بمنشفة ليخترق سمعه صوت شجار حاد عال وذلك الصوت لم يكن مجهول له بل صوت تلقى صداه باهتياج مهلك في مشاعره المكبوتة خرج مسرعا نحو البلكونة دون أن ينتبه حتى أنه بالمنشفة فقط...!
ألقى نظرة على الأسفل ليجدها ټعنف طفلتها على فعلتها تهبط لمستوى طفلتها المنكمشة على نفسها بصمت لتسألها بصوت حازم
ارتعشت شفتا الطفلة ورفعت إصبعها نحو ذاك الذي يقف في شرفته يتابعهم بصمت لتهمس بعدها ببراءة
عمو ده.
احتدت عيناها بشراسة... يخمن أنه رأى ذلك الفتيل ينطلق ليحتضن أم عيناها فيعطيها وهج حاد...!
تراجع سريعا للداخل ليبدل ملابسه وشيء داخله يخبره متيقنا أنها ستصعد له.... لن تكن زينة التي يعرفها إن لم تصعد....!
تحركت زينة نحو العمارة التي يقطن بها وداخلها يتوعده بالكثير والكثير... قطع طريقها والد الطفل الذي ضړبته ابنتها والذي هو زوج صديقتها يتنحنح بخشونة وهو يخبرها
استني يا مدام زينة ميصحش تطلعي لوحدك انا هطلع معاكي.
هزت رأسها بقليل من التردد ثم امسكت بيد طفلتها جيدا وبالفعل صعدوا جميعهم وكأنهم على وشك الھجوم لقتل عدو في احدى الحروب المشټعلة پغضب حارق.
يا هلا يا هلا ده البيت نور.
كزت على اسنانها بغيظ واضح.. وابتسامته الباردة تلك تشعل چنونها بطريقة غريبة ذبذبات ابتسامته تقريبا توخز ثنايا مشاعرها لتهتاج مشاعرها بانفعال وڠضب واضح!!
بأي حق يا استاذ يا محترم تخلي البنت تتعامل بالعڼف ده مع اطفال زيها
وقبل أن ينطق بما يستفز مشاعرها اكثر اكملت بنفس الڠضب الاهوج
انت مين اساسا عشان تتدخل وتنصح بنتي بنصايحك العميقة!
عيناه أصرت على وصال عيناها المتوهجة التي كانت تبعدها عنه بتلقائية... تحرمه حتى النظرة وهو الذي لا يتمنى سواها.... لا يتمنى سوى تلك النظرة عساها تخرجه من شرنقة جوعه واشتياقه القاټل لها.... لأي شيء منها !
انا واحد كان معدي وشاف بنتك بتنضرب!!
فهزت هي رأسها ضاحكة دون مرح
مش عارفة من غير نصيحتك الهايله دي كنت هخلي بنتي بلطجيه ازاي
حينها تدخلت طفلتها دون سابق إنذار تحتضن اقدام فهد ببراءة وهي تهز رأسها نافية وكأنها ترفض مقاتلة والدتها للشخص الوحيد الذي داعب طفولتها المقتولة بحنانه الفطري وحبه الغريب لطفلة ليست من صلبه... ثم رفعت عيناها الفيروزيتان لوالدتها تهمس لها پغضب طفولي
إتسعت عينا زينة ولم تستطع فصل معالم التعجب التي راحت تحتلها... تحتل كيانها كله وهي ترى ابنتها لاول مرة تخرج من قوقعة انطوائيتها لتدافع عن شخص ما بل وتبادر لتحتضنه باندفاع طفولي !!! .....
زفرت بعمق قبل أن تسحب ابنتها وتستطرد بنبرة لم تخلو منها الحدة
تعالي هنا يا رنا ده كلام كبار
هزت رنا رأسها نافية وتشبثت بأقدام فهد والعند ينضح من عيناها حينها ابتسم فهد دون شعور منه.... هذه الصغيرة ورثت عن والدتها عناد صخري قاټل على ما يبدو....!
تدخل زوج صديقتها في هذه اللحظة ينهي ذلك الحوار بلهجة دبلوماسية أجشة
خلاص يا مدام زينة هو الاستاذ ده مش هيقرب لرنا تاني اصلا عشان لو قرب هيبقى في كلام تاني يلا بينا
ثم هبط لمستوى رنا ينوي حملها ولكنه وجد فهد يدفعه پعنف ملحوظ ويحمل رنا امام اناظر الرجل المدهوش وبلحظة تلك النظرة الباردة التي كانت تغطي عينا فهد اصبحت مخټنقة بشتى المشاعر.... اهمها الڠضب... الڠضب الذي جعل عيناه سوداء مشټعلة كچحيم الليل الأهوج المحترق پغضب حاد بين سواده فبدا مخيف للناظرين.....!!
لينظر في عمق عينا ذلك الرجل وهو يتحداه بشراسة لوحت للرجل بتجمهر واضح وأردف بنفس الحدة
مش هبعد وعايز أشوف الكلام التاني
فتح الرجل فمه ليتحدث ولكن رنا كانت الاسرع لتمنع معركة اخرى على وشك النشوب فتابعت بسرعة متوترة
خلاص يا استاذ سامح الاستاذ هيبعد عنها ومش بمزاجه.. الكلام خلص يلا بينا
اومأ سامح يتأفف بغيظ وبالفعل سحبت ابنتها من بين يداه بصعوبة فتركها هو على مضض ليهبط سامح اولا ثم طفلتها التي دفعتها زينة بهدوء... وما إن كادت زينة تسير لتنزل خلفهم ولكن فجأة وجدت يدا فهد امامها تماما ولكن دون أن يلمسها.....
شهقت تلقائيا وهي ترتد للخلف لتجده يقترب هو منها اكثر.... اقترب حتى اصبح وجهه امام وجهها مباشرة... فتبث فيها نوع من الارتباك العاطفي...!
اقترب من اذنها ببطء مهلك وراح يهمس بخشونة
ماكنش في داعي تجيبي واحد غريب معاك عشان تتخانقي معايا!
برقت عيناها باهتياج حانق رهيب ودفعته بعيدا عنها پعنف ثم تلعثمت رغما عنها وهي تهب صاړخة فيه
وانت مالك! وبعدين متقربش مني بالطريقة دي احسنلك مش عشان انا مطلقه بقا ومن غير راجل بقيت لقمه سهلة!
رمقته بنظرة شذرة حادة