الأربعاء 25 ديسمبر 2024

إسكريبت جديد

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

ابتسم ابتسامة هادئة، مُجيبًا بهدوء مماثل
_ استهدي بالله يا آسيا، ده أنا بخليكي تفليلي شعري و لا أجدعها ناشونال جيوغرافيك. في تلك الليلة لم تنم جيدًا،
تشعر بحاجز بينها وبينه و هو لم يفهمها حقًا!

أمسكت جوالها و قامت بفتح الفيسبوك بشكل عشوائي لكي تُشتت ذهنها و تبعد فِكرها عن تلك الأصوات التي بداخلها، وفجأة لمحت منشور جعلها تقف للحظة و تقرأه مرارًا و تكرارًا

كانت ندوة ستُقام خلال عدة أيام عنوانها
" احضنّي"

شعرت بسخافة في بادئ الأمر و لكن أدركة للحظة أنهل تحتاج حقًا إلي حضڼ دافئ!

لربما خلافاتها مع آدم كانت ستقل لو أنه أدرك احتياجها لذلك العناق، التي طالما إفتقدته طوال عمرها، فحينما كانت في بيت أهلها كانت والدتها تتهرب من عناقها، وكان والدها يعاملها بجفاء، فحاولت تصبير نفسها بأنها حين ستتزوج سوف ټغرق في أحضان زوجها الحنون، ولكن الواقع كان له رأي آخر.

فها هي قد تزوجت بالحنون، 
ولكنه أيضًا يتهرب كلما حاولت عناقه..

فلم تتردد و دخلت إلي الرابط الموجود بالمنشور و سجلت بياناتها واعتزمت النية للذهاب إلي تلك الندوة لعلها تستفاد بشي
_ ندوة إيه يا آسيا اللي عايزة تروحيها دي؟

نظرت له بتوتر، قائلة بإبتسامة
_ ها، لأ دي ندوة لتطوير الذات.

ابتسم بسُخرية، قائلاً

_ آه جو أنتِ قوية أنتِ تقدري أنتِ قدها؟ 
والله لو أخدتي المياية بتاعة الندوة دي و روحتي جبتيلنا بيها ورق عنب و كيلو طماطم و نص بصل و نص كيلو رز وعملتي حلة محشي همسكلك أبواب الشقة كلها و أطبلك وأغنيلك توت توت توت توت شد حيلك يا كتكوت.

حاولت كتم ضحكاتها، قائلة بنبرة جدية
_ يا آدم بتكلم جد، أنا محتاجة أحضرها على الأقل هفصل شوية و هستفاد.

اومأ بموافقة، قائلاً
_ عمتًا ياستي أنا موافق وآدي فلوس الندوة و مصروفك أهم، خليهم معاكي لحد ما يوم الندوة يّجي.

قفزت بمرح، قائلة له بمشاكسة
_ ربنا يسعدك ويغنيك و يفرحك و يرزقك بكل حاجة حلوة إللي هي أنا يعني. 
_ مبدأيا وقبل أي شيء، وجودكم يشرفني ويسعدني أنكم جيتوا علشان تفهموا و تعرفوا مصطلح "احضنّي".

و علشان ما أطولتش عليكم فأنا هدخل في الموضوع على طول.

"احضنّي" عايدة عليك 
و على أهلك من والدك، لوالدتك
من أخوك، لأختك، من زوجك، لأولادك
من أحفادك، لأصحابك.

معظمنا أو كلنا بإستثناء بسيط أهالينا و أجدادنا يا فلاحين يا صعايدة، و بالرغم من إختلاف الثقافات بين كل بلد والتانية إلا أنهم زمان كانوا متربين بعادات وتقاليد متشابهة.

و من ضمن العادات دي أن “الحضن عيب" 
فبالتالي هتلاقيهم كبروا على الموضوع ده. 
فتلاقي الأم خجولة في نفسها و تتزهق لما بنتها المراهقة تحاول .

و طبعًا فكرة أن ابنها  دي مُستبعدة، و كذلك الأب اللي بيرجع من شغله مطحون بملامحه المتعبة تفتكروا أن بنته هيبقى عندها جرأة أصلاً أنها تتشعلق فيه وتحضنه بحُب؟

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات