نذير شوم
يسير بسيارته الفارهه والتى لا يمتلكها أحد من منطقته سوى أفراد عائلته يتطلع حوله للمنطقه بتفحص فهذه المره الأولى التى يأتى فيها هنا ولولا والده الذى ألح عليه ليأتى كى يدعو كبير المنطقه لزفاف شقيقه لم جاء من الأساس رأى فتاه تسير بجانب الطريق مقبله في اتجاهه فتوقف بسيارته ليسألها عن مكان منزل كبير المنطقه ترجل بجسده المعضل وطوله الفارهه وثيابه التي يظهر عليها الترف ببنطاله الأسود وقميصه الأزرق الغامق وحذاءه الأسود المماثل للبنطال رأى الفتاه تقترب أكثر بفستانها الواسع الذي امتزجت ألوانه بين الأسود والأخضر ووشاح رأس أسود يغطى معظم وجهها البطله نفس شكل البنت الى في الغلاف بنفس الوشاح
لحظه يا آنسه
وقفت تنظر له بتوتر ظهر فى عيناها فهتف هو بجديه
ممكن أعرف فين بيت الحاج
هو كبير المنطقه هنا
جذبت الوشاح أكثر تدارى به وجهها فمن سمات أهل المنطقه أنهم لا ينكشفون على غريب هتفت بصوتها المخټنق قليلا أثر بكائها منذ قليل ورغم هذا ظهرت نبرته المميزه وقالت بتساؤل
قصدك الحاج محروس !
صمت قليلا وهو يستمع لنبرتها المميزه لكنه قال بإدراك
كادت تجيبه لكنها شهقت بخضه حين استمعت لإصطدام قوى خلفها نظرت للخلف بأعين متسعه لتجد سيارة الغريب قد صدمت بسياره أخرى هل بدأت لعڼتها فى العمل بهذه السرعه !!!
نذي ر ش ؤم
الفصل الثانى
لقاء الغريب
الله الله ايه ده لاحول ولاقوة إلا بالله معلش يا أستاذ والله ماشوفت العربيه معرفش ازاى دخلت فيها كده
لامؤاخذه يا أستاذ الخبطه مجتش شديده الحمد لله بس يعنى أنا لولا الحال كنت صلحتهالك على حسابى
التف له ورد بهدوء
خلاص حصل خير
رد الأخير بضيق
مهو لولا وقوفك معاها مكنش حصل الى حصل
ضيق يوسف عينيه بعدم فهم وهو يسأله
وقوفى مع مين
لوى الرجل فمه بضيق وقال
التف يوسف لجانبه فوجدها قد ذهبت ورأى طيفها بعيدا تسير بسرعه عاد بنظره لمن أمامه وسأله باستفسار
أنا مش فاهم هى أيه علاقتها بأنك خبط عربيتى
ازاى بقى ده ليها علاقه ونص أصل حضرتك مش فاهم إكمنك غريب عن المنطقه يعنى البت دى وش نحس محدش بيقرب منها غير لما يحصله مصېبه وأديك شوفت عشان بس وقفت معاها عربيتك اتخبطت
ضيق يوسف حاجبيه بضيق وقال
إيه الجهل ده !
زجره الرجل بعدم رضا وهو يرد باستنكار
جهل ! الله يسامحك يا حضرت وعموما أنا قولتلك الى فيها وأنت حر بالإذن
نظر يوسف لذهابه بضيق وهو يردد
يعنى شارب ومتنيل وبتلبس عملتك فى البت !
فقد أدرك يوسف هذا منذ رآه فهو طبيب ألن يعرف إن كان من أمامه تحت تأثير أحد المخډرات أم لا
اتجه لسيارته وقرر الدلوف للداخل أكثر حتى يجد أحد يسأله عن منزل محروس هذا
وصلت منزلها وهى
بالكاد تسير على قدمها فلم يخفى عنها ما قاله ذلك الرجل للغريب عنها وعن وقوفه معها فقد استمعت لبعض كلماته قبل أن تبتعد تماما رفعت نظرها لتدلف من باب المنزل لكنها شهقت بخضه حين وجدت صاحب البيت يقف أمام الباب توقفت تلتقط نفسها وهى تهتف
بعتاب
الله يسامحك ياعم صابر فزعتنى
رد صابر بابتسامه سمجه
سلامتك من الفزع ياختى فى موضوع مهم عاوزك فيه
تململت فى وقفتها بضيق وقالت
خير
بصى بقى أنا ابنى خطب خلاص وهيتجوز بعد سنه وأديك شايفه الشقق كلها سكنت وأنا مش هجوز الواد فى إيجار وأنا عندى ملك فكنت محتاج شقتك عشان يدوب أجهزها وأظبطها عشان الواد يتجوز فيها
اتسعت عيناها پصدمه وهى تردد
أنت بتقول يا عم صابر أنت عاوز تطردنى من الشقه
اومال أجوز ابنى فين أسيبله شقتى وأبات فى الشارع ثم إنى من زمان وأنا بلمحلك أنك تسيب الشقه بس أنت عامله هبله
ارتفع صوتها پغضب وهى ترد
هبلة ايه ! أنا فكرتك بتلمح أنك تزود الإيجار لكن تسيبنى الشقه ! بعدين أشمعنا أنا ما فى شقتين غيرى !
الشقتين دول معاهم عيال لكن أنت بطولك وبعدين بقى تحمدى ربنا أنى سيبتك قاعده فى الشقه كل ده مع الى عارفينه عنك والناس بتقوله عليك
وهنا أشتعل فتيل الڠضب لديها فلم يحدثها وكأنها ذات أخلاق سيئه ! هتفت پغضب وصوت عال كأنها تفجر فيه كل ما مرت به فى يومها بدأ من فسخ خطبتها ل مقابلتها لذلك الغريب الذى تسببت فى صدم سيارته بحديثها معه
جرا ايه ياراجل أنت أنت مالك ياخويا بتتكلم وكأنى ماشيه على حل شعرى ولا فاتحه شقتى للى داخل واللى خارج ! كلام ايه الى الناس بتقوله عنى ! دى مخاخكم المريضه هى الى موصللكوا الفكره دى عنى وأخبطوا دماغكوا فى أتخن حيط أنتوا وأفكاركوا دى شقتى وبقالى سنين فيها وفى عقد إيجار لما يخلص ابقى تعالى كلمنى
صدم من إنفجارها به لأول مره ترفع صوتها وتقف فى مواجهة أحدهم لطالما كانت تتخذ الصمت منهجا لها ولكن مالا يعرفه أن لكل إنسان طاقه وحين تنفذ طاقته ستتفاجئ بمن أمامك وكأنك تراه لأول مره ابتسم بتشفى بعدم أفاق من صډمته وقال
لا هو أنا مقولتلكيش مش العقد خلص من يومين كان آخره الشهر الى فات وأدينا بدأنا شهر جديد وأنا الى قولت أعمل بأصلى وأديك مهله الشهر ده لكن أنت متستهليش بكره عاوز الشقه وتفضى متفضاش بكره هاخدها يأما هتلاقى نفسك فى الشارع
أنهى حديثه وتركها ودلف للداخل غير مراعيا بحالتها شعرت فى هذه اللحظه بالتشرد وليس هناك كلمه تصف حالتها غير هذه أين ستذهب تدرك جيدا أنها لن تجد أحد يأويها فى هذه المنطقه فجميعهم يتمنون أن يتخلصوا منها اليوم قبل غدا جلست أمام الباب على درجة السلم الوحيده وهى تنظر أمامها بشرود وهم ماذا ستفعل غدا أستترك المأوى الذى قضت فيه حياتها الماضيه وأين ستذهب وماذا ستفعل فى عملها المرتبط بهذه المنطقه !
كان عائدا بعدما أنهى مقابلة من جاء ليدعيه على زفاف أخيه وطوال الوقت تشغل باله تلك الفتاه التى قابلها صدفه وشغل عقله بقصتها وعن ما قاله الرجل عنها ترى ما قصتها ليظنون أنها كما قال الرجل وش نحس وهل يربطون كل شئ سئ يحدث بها !
نظر يمينا وهو يسير بسيارته فى الشارع الرئيسى كى يخرج من المنطقه فلمحها تجلس أمام أحد البيوت ذات الثلاث طوابق تقريبا كانت تنظر أمامها بشرود كأنها لا تعى ما حولها أوقف سيارته بعدما تخطتها ونظر من مرآة السياره عليها ليجدها لم تحرك عيناها حتى رغم مرور السياره أمامها ظل محله يفكر لم توقف ولم يشعر بالفضول لمعرفة قصتها ربما جذبته ملامحها المميزه وربما صوتها الرقيق وربما نظرة الحزن التى كانت تحتل عيناها أو حديث الرجل عنها وإثارة فضوله حول قصتها وجلوسها الآن كأنها تحمل هموم الكون بأكمله! لم فتاه ربما فى بداية العشرينات من عمرها تبدو بكل هذا البؤس والحزن ! زفر بضيق بعدما طال تفكيره بها وطالت وقفته فقرر الذهاب ما شأنه بها ليفكر فى أمرها أو يقف أمامها هكذا ! فليتركها بما تعانيه لا دخل له هكذا حدث نفسه قبل أن يترجل من سيارته متجها صوبها !!!
لم يشعر بنفسه إلا وهو يقف أمامها ! ماذا حدث له ألم يقرر الذهاب ! لم جاء لها وماذا سيقول
رفعت عيناها الممتلئه بدموع أبت النزول حين شعرت بوقوفه أمامها ضيقت حاجبيها باستغراب حين رأته أمامها لم عاد مره أخرى
أنزلت عيناها وجذبت الوشاح على وجهها أكثر ثم هبت واقفه أمامه وقالت
خير يا أستاذ أيه الى رجعك تانى
حمحم بحرج وهو يدرك الموقف الذى وضع نفسه به وقال
لا أبدا أنا خلصت
مشوارى بعدين وأنا راجع شوفتك قاعده كده ففكرتك محتاجه مساعده
قطبت حاجبيها باستفسار وقالت
مساعده ازاى يعنى
رفع منكبيه بجهل وهو يقول
بصراحه أنت غريبه من وقت ماشوفتك مشيت فجأه من غير ما تدلينى على البيت ودلوقت قاعده فى الشارع لوحدك والكل فى الفرح الى هناك ده هو أنت كنت راجعه منه
وأنت مالك ! أمرك غريب يا أستاذ أنت مش شايف أنك بتدخل
فى الى ملكش فيه
قالتها پحده وهى ترفع أحد حاجبيها فهى بالأساس لا تطيق نفسها حتى يأتى هذا ويتطفل عليها !
نظر لها يوسف بضيق وقال
تصدقى أنا غلطان أنى جيت أتكلم معاك أصلا
التف ليعود لسيارته ووقفت هى تنظر له بضيق حتى أت بعقلها شئ ما فرفعت صوتها تنادى بلهفه
استنى يا أنت يا أستاذ استنى
وكان يسمع ندائها لكنه لم يلتفت لها لضيقه منها ركضت تلحق به قبل ذهابه فلحقت به بعدما استقل سيارته وكاد يديرها ليذهب استندت على حافة نافذة السياره وهى تهتف له بضيق
ايه قلة الذوق دى ! أنا مش بنادى !
نظر لها ببرود ورد
وأنا مش عاوز أرد
جذت على شفتيها بضيق وعيناها تشتعل ڠضبا لكنها تسائلت بهدوء
هو أنت منين
ابتسم لها باستمتاع لرؤية عيناها تموج بالڠضب ورد بابتسامه سمجه
وأنت مالك أمرك غريب يا أنسه مش شايفه أنك بتتدخلى فى الى ملكيش فيه
تحولت ملامحها للبراءه البحته وهى تقول
هو أنت يعنى زعلت ده أنا كنت