ست البنات
مهاتفتخا فى هذا الوقت المبكر ولكنها وفرت علي عبئ المقدمات ودخلت فى غرضها مباشره
انا عارفه ان الوقت بدرى وانك عاوزه تضربينى بس هما كلمتين هقولهم واقفل
اجبتها بضيق
اخلصى ياهمسه
استكملت بسرعه وكأنها تحفظ ماتقو
انا عارفه انك لسه عروسه جديده وابنك صغير بس عارفه كمان
انك كنتى هتموتى وتكملى تعليمك وجايبالك فرصه ممتازه صعبان عليا تروح منك
طيب انطقى
استكملت بحماسه اكبر
استاذ عبد المجيد اللى كان بيدرس لنا فى الدبلوم قال ان تقديمات المعهد فتحت ولما نخلص المعهد نقدر نعمل دبلومه ومعادله وندخل كليه الهندسه مره واحده . وكمان هوا
مستعد يقدملك منزلى تذاكرى فى البيت وتروحى يوم الامتحان بس يعنى ملكيش حجه
انتقلت حماستها لى وسئلتها بحماسه اكبر
اجابت بسرعه
ايوه يابنتى والله . انتى عارفه انه بيعزك وبيعتبرك بنته وطول عمره بيقول عليكى اشطر واحده فينا وبعدين موضوع جوازك ووفاه عابد ومسؤليه تميم خلته حاسس انه لازم يساعدك وطبعا هيوفرلك الملازم اللى تذاكرى منها وانا كمان هقدم معاكى
كنت على وشك الصړاخ من السعاده وتأكيد استكمالى لتلك الدراسه حتى استدركت اننى لست مسؤله نفسي ودب الخۏف لقلبى ان يرفض عمر ذلك الامر خاصه انه لم يكمل تعليمه لرعايه شئون اخوته ووالدته ولن يطيق زوج ان تصبح زوجته افضل منه .... زوجته .... تعجبت من نفسي كيف اقولها هكذا وكأنها حقيقه ولكن للاسف حتى وان كان هذا الامر مزيفا فهوا امام الجميع حقيقيا تماما . هبطت عزيمتى و اظلمت الورود التى ظننتها تفتحت وأغلقت الابواب وبكل أسي اخبرت همسه اننى لااستطيع فعل ذلك فتميم يشغل وقتى كله وليس لدى وقت فراغ لذلك الامر ثم اننى كنت اطمح لذلك عندما كنت فتاه مشرقه طموحه ترى الحياه ورديه اما الان فأنا ام ليس لى الحق ان اتمنى شيئا لنفسي . اغلقت الهاتف وارتميت على فراشي تبلله دموعى وظللت ابكى حتى غفوت ولم افق الا عندما سمعت صوت طرقات على باب شقتى فنهضت لأرى كم الساعه فوجدتها تخطت السابعه مساء خفق قلبى بشده وعلمت ان تميم أصابه شئ وركضت نحو الباب افتحه بملابس نومى التى وضعتها والده عمر فى دولابى والتى احب ارتدائها فى اوقات ارتفاع درجه الحراره .
بعد دقائق خرجت له متلهفه ان اسئله ان اصاب تميم سوء ولكننى وجدته دخل وجلس على المقعد واورب الباب خلفه حتى كاد ان ينغلق وكانت ملامحه هادئه لاتوتر فيها . سئلته بقلق
ابتسم وأجاب
كويس جدا ماما قربت تأكله محشي
ضحكت لدعابته تلك وعندما رئيته يضحك نسيت مافعله فى الصباح . جلست على المقعد المقابل وانتظرت ان يبدء حديثه وبالفعل بدئه بوضوح
طه اخوكى اتصل بيا من شويه
ارتجفت قلبى ان تكون امى اخبرته بما حدثتها به فسئلته بسرعه
ليه خير
اجاب بهدوء
بيقول ان المدرس بتاعك اتصل بيه وطلب منه انك تكملى دراستك وطبعا طه كلمنى بما انى ...
بما انى مكان عابد الله يرحمه
تفهمت جملته جيدا ولم اعقب فسئلنى
ايه رأيك فى الكلام دا
صمت لبرهه ثم اجبته
بخفوت
انا مش هكمل خلاص كفايه اللى درسته . انا كفايه عليا تربيه تميم
لشده غرابتى استكمل هوا وكأنه يتحدث بلسانى
لو كان على تميم ماما ووفاء هيساعدوكى فى تربيته والوقت اللى هيكون عندك امتحانات هيكون معاهم وتقدرى توفقى بينه وبين دراسته
يعنى انت موافق انى اكمل
قالها بسرعه وبدون تفكير
طبعا هوا فيه احسن من ان الانسان يطور من نفسه . انا ياما اتحايلت على داليا تكمل بعد الدبلوم وموافقتش
سئلته بحرج
يعنى مش هتضايق لو بقيت .... يعنى .... اقصد
تفهم عمر مقصدى وأكمل هوا
تقصدى لو بقيتى احسن منى ومعاكى شهاده وانا لا
استدركت حديثة بسرعه محاوله تخفيف حده الجمله ولكن اشار لى عمر ان اوفر على نفسي عناء التفسير واكمل
انا سبت التعليم
برغبتى ومبسوط باللى وصلتله واتمنى لتميم ان امه تبقي احسن واحده فى العالم علشان يبقي فخور بيها
كانت كلماته بمثابه رقائق الثلج الذى يتساقط على جسد محموم وكأن روحى عادت لجسدى ودب الامل فى اوصالى دفعه واحده فكانت ابتسامتى لااراديه تسكن فمى حتى نهض عمر من مجلسه وقد اوصل رسالته
انا قولت لطه يبلغ المدرس بموافقتنا واتمنى انك متخزلنيش
قالها وانصرق واغلق الباب خلفه وتركنى هائمه فى بحر من السعاده فلأول مره منذ كثير اشعر هكذا بالسعاده والحرية ولكن لم اكن اعلم ان تلك السعاده سيشوبها الكثير من الألم
الحلقه السادسه
كنت اهيم فى عالم يملؤه السعاده شعرت وكأن القدر أخيرا أبتسم لى كنت اتمنى فعلا ذلك الامر ولكن والدى كان يرفض دائما والآن بعد ان ظننت انه لن يحدث ابدا وجدت عمر يفتح لى باب جديد من الأمل كأننى أطير بجناحان فولاذيان لا يقوى عليهم أحد وكأننى أطوى العالم ذهابا وأياب فلا يعوقنى شئ ولا يوقفنى أحد كان قد تبقى شهر على بدء
الدراسه واستطاع الاستاذ عبد المجيد ان يقدم اوراقى ويحصل على موافقه باستكمال دراستى فى المنزل بل وأحضر لى الكتب والملخصات اللازمه فكنت احملها بين يدى كأنى أحمل حلمى الذى يبدء فى التحقق أمام ناظرى فلم اكن أهتم بماتفعله داليا من مناوشات ومهاترات ليس لها طائل فكنت أغض بصري عن كل مايحدث
فلا يهمنى شئ سوى تميم ومستقبلى ولكن لم تكف داليا عن افعالها فكانت تنتظر مجيئ عمر لتندب حظها السئ الذى جعلها لا تكف عن العمل فى البيت ولا يشعر بها أحد واذا جعلتها تستريح وقمت انا بطهى الطعام فكانت تسخر مما عملت وتشكو من ذلك المغص الذى اقتحم أحشائها طوال الليل فكنت اغلق سمعى عندما تتحدث وكان عزائى ان لا أحد يجاريها فى حديثها هذا ولكن كان لابد من
تحمله فهيا لا تكف عن تذكيرهم بما ضحت من أجل ولدهم وكان لابد لهم ان يقدسوا فعلها ويمجدوه طوال الوقت فكنت اذهب اليهم فى الصباح اقوم بكافه الأعمال المنزليه ثم أصعد لشقتى اقوم بالمذاكره طيله الوقت ورعايه تميم حتى أغفو فكان يوما روتينيا لا يتغير ولكنى لم أسئم فكلما شعرت بالملل او الضيق تذكرت ذلك المستقبل الباهر الذى ينتظرنى وتذكرت اننى اصنعه الان بيدى ولكن كل يمر كان يمر كانت غيره داليا تتضاعف فبالأمس كانت غيرتها على عمر والان غيرتها اكبر بتلك الفتاه التى تظن نفسها عالمه وتريد استكمال دراستها لتتخطي الجميع وتعلوهم بالرغم اننى لم افكر فى هذا يوما ولكنى كنت دائما مااسمعها تردد تلك الكلمات وهيا تتحدث الى أختها على الهاتف فكانت تتعمد ان ترفع صوتها اذا وجدتنى أمر اما الغرفه التى تجلس بها وتصيح بصوت عالي
نسيت اقولك يا منى ان فيه واحده فاكره نفسها هتبقى زويل وفاكره نفسها لسه بضفاير ماسكه الورقه والقلم وبتذاكر بس اقول ايه اصل الواحد لما يلاقى نفسه محدش معبره بيدور على حاجه تانيه تلفت الانتباه ليه بس وحياتك الضحك هيبقى للركب
اكثر من مره سمعت تلك الكلمات بطرق مختلفه ويتبعها ضحكه عاليه فى النهايه وكأنها تقسم ان ټحطم إراداتى ولكن لم أكن اهتم فدائما الجره الفارغه هيا من تحدث صوتا صاخبا .
فكنت اضع همى فى دراستى ولا يزيدنى ذلك الحديث سوى إصرارا وعزيمه حتى أتى موعد اختباراتى فكنت ارتجف من داخلى وأختفى كل إصرار كان
بداخلى فالجميع ينتظر ان يرى نتيجه تلك المغامره التى خضتها رغما عن أنف الجميع والأغلب ينتظر سقوطى فمضيت ليلتها ابكى واتضرع الى الله الا يكسرنى أمامهم ولا يجعلهم بى شامتين وعندما دقت الساعه الحاديه عشر اطعمت تميم ووضعته فى سريره وارتميت انا الاخرى على فراشي احاول أن اسيطر على ارتعاش جسدى حتى سمعت صوت رنين الهاتف يدل على رساله قادمه فتحته لأرى من المرسل فوجدت اسمه يتوسط شاشه الهاتف رساله من عمر فتحتها بلهفه وترقب وانا امسح بيدى على عينى لأجعلها اكثر قدره على القرائه
استعديتى ولا لسه
احتضنت الهاتف بين يدى وابتسمت فى سعاده غامره فأكثر ما يسعد المرأه هوا الاهتمام وان تجد من تستند اليه وقت ضعفها وألمها ومن يحوى روحها عندما ترتجف ظللت انظر للرساله اكثر من خمس دقائق
صدقت صديقتى حين سئلتها كيف يكون الحب فقالت لى انها لا تعرف عنه الكثير ولكنها تراه عندما تتخاصم هيا وزوجها وټنفجر فيه صياحا ولوما ويقرر الاثنان ان يتخاصما فتقول والله لا تمر الدقائق حتى اجده يأتى ونضحك كأن لم يحدث شئ فهوا يعلم اننى حانثه بقسمى الا احدثه مره اخرى وانا اعلم انه لن يتركنى حزينه ابدا . فنحن نستطيع ان نتخاصم مع من نحب ولكن لا نستطيع ان نراهم يتأذون فحتى ان كان بيننا ألف سور وشعرنا بأحتياج الطرف الاخر للطمئنينه والامان فنركض اليه سعيا حتى تسكن روحه . وما فعله عمر معى رسالته تلك كانت من اكثر الاشياء العظيمه التى حدثت لى ومن الاشياء التى تبقى فى الذاكره حتى وان حاول الوقت محوها .
أخذت نفسا عميقا وكتبت له على قد ماقدرت . ادعيلى
ارسلتها وانا آراه مازال متصلا فظهر انه يكتب . كانت الثوانى تمضى وكأنها سنوات فكنت أقضم اظافرى كالأطفال وانتظر رسالته حتى ظهرت
انا واثق فيكى وخليكى دايما فاكره انك علشان تقدرى تعملى المعادله الى هتأهلك لدخول الجامعه لازم يكون نجاحك ب 90
ابتسمت وانا اتمنى ان اكون عند تلك الثقه والا اخزله ومن قلبى ادعوا الله ان يكون معى دوما . عدت وارسلت له رساله مره اخرى
ان شاء الله هجيب اكتر
ظل متصلا لدقائق لا يكتب فيها شئ ولا يغلق هاتفه وانا انتظره على احر من الجمر حتى ارسل رسالته
استنينى الصبح هوصلك للامتحان
قفزت من فراشي اقفز كالأطفال وانا اضحك پجنون كدت القى الوسائد لأعلى واصفق حتى ارتميت على ظهرى اريد ان احتضن العالم كله ثم استدركت اننى لم ارد
عليه ولعله سيفهم اننى رافضه فأمسكت هاتفى بسرعه وارسلت له
حاضر
ظهر انه يكتب هوا الاخر ولكن فجأه اصبح غير متصلا . تلاشت ابتسامتى التى كانت منذ لحظات تعلو وجهى وشعرت انه اغلق هاتفه فجأه فلعل داليا وبخته على ذلك . على قدر ذلك المرار فى حلقى الا اننى عدت اقرأ رسالته مرات ومرات وفى
كل مره يخفق قلبى كأنها اول مره اقرأه حتى اجتاحنى النعاس ونمت ..
فى الصباح