حكاية رهف
ضحكاته لا طبعا بس لو الشريك زيك ممكن نغير استراتيجيه الشغل
جحظت عينيها وهي تشهق وقالت اما انت قليل
ضيق عينيه وهو يقول لنفسه انا قليل هو انت لسا شفتي قلة بس اصبري عليا
قال بصوت رخيم تمام تحبي تبتدي منين
بدأت تتحدث بعمليه و هو يشاركها الكلام سعد جدا بفكرها وأفكارها وجديتها بالحديث حاول خلال حديثهم استدراجها ولكنها كمن دلقت جليد على قلبها نظرتها ابتسامتها حتى حركتها كلها كانت تحت سطوة عقلها وليس قلبها
فكر قليلا احقا يريد تغيرها لا فهي تشده وتجذبه بكل حالاتها كما هي يعشق غرورها ويهوى ضعفها
مغرم هو حتى النخاع تذيبه وضحكاتها تنسيه همه وعينيها وآه من عينيها التي تقتله بسهام نظراتها
بدأت رحلة العمل لرهف لتثبت لنفسها ولغيرها أنها امرأة صلبه ذات شخصية قوية استطاعت أن تثبت ذاتها وتصنع لنفسها اسم وهوية تخصها هي ليست تابعة لأحد أو زوجة أحد هيا رهف وفقط
ولكنها لم تسمع مد يده يزيح خصلات شعرها التي تحجب وجهها عنه
استنشقت رائحة عطره التي تسربت لانفها وقبل أن ترفع رأسها شعرت به و تصنعت الجمود ونظرت له وهي تزيل نظارتها وقالت بنبرة حادة انت ازاي تدخل من غير ما تخبط
عاصي وهو يعدل وقفته واضعا يده بجيب بنطاله انا خبطت بس انتي اللي مسمعتيش
يقول پحده يعني ايه عندك حد وإذن ايه اللي أخده انتي ناسيه انك مراتي ولا سكوتي افتكرتيه ضعف
نفضت يدها ورفعت اصبعها بوجهه اياك تقول مراتك انا هطلق وانت هطلقني
عاصي ولو مطلقتش
نظرت له مطولا وقالت بصوت أنثوي مغري عاصي
اسبلت عينيها وقالت بدلع هطلقني
اومأ برأسه وابتسامة على وجهه ايوة
ابتسمت بخبث تمام يبقى اتفقنا
استعاد وعيه على كلماتها بعد أن سلبت عقله يحاول استعادة كلماتها فابتسم وهو يقول لنفسه ها هي الطفلة البريئة قد أصبحت امرأة تتلاعب به وبمشاعره فليسايرها ويرى إلى أين ستصل
لم تتوقع ابدا ان يوافق على طلاقها فهي ترى تصرفاته معها ومحالاته الكثيرة شعرت ان الڼار اشتعلت داخلها تجمعت الدموع بعينها ولكنها آثرت ان تكون صلبة وقاسېة وان تهدم اي شعور آخر فقالت حلو اوي
يبقى النهارده نقول للعيله والصبح نتطلق
شعر بصوتها المنخفض الذي يكسوه الحزن كم يود ان ويمسح تلك العبرات المتشبثه بمقلتيها واان يخفيها عن الجميع كم يود ان يخبرها انه عاشق لها
وضع يده في جيب بنطاله وقال بس عندي شرط
رهف بحزن كمان عندك شرط اتفضل
عاصي الطلاق يتم بعد ست شهور
رهف برفض لا بقا انت بتتلكك
عاصي اسمعيني للآخر الطلاق يتم بعد ست شهور والفترة دي هتيجي تعيشي معايا زي اي زوجين
رهف لا طبعا نجوم السما اقربلك
عاصي وهو يستدير ويتقدم من باب المكتب تمام يبقى هطلبك لبيت الطاعة ووقتها مفيش طلاق الا بمزاجي
رهف استنى
ابتسم بخبث ولم يستدر لها فأكملت انا انا موافقة بس عندي شرط
ضحك من داخله نعم انها صغيرته التي تحاول بشتى الطرق ان تكون ند له استدار ببطء ونظر لها بوجه خال من التعبير شرط ايه
فقالت بتلعثم يعني قصدي ان احنا كانت تخرج حرف وتقف
نفذ صبره فقال رهف انجزي وقولي عاوزة ايه انا مش فاضي للعب العيال ده
شعرت بالاهانه من كلماته ووصفها بالطفلة الصغيرة وقالت شرطي انك متجبرنيش على حاجة مش عاوزاها
اوما براسه وقال موافق
رهف موضحة انا قصدي كل حاجة واي حاجه انا مش عاوزاها
تطلع لها باستفهام لتكمل بص بقا انا مش هسمحلك
عاصي اليوم اللي هقربلك فيه هيكون برضاكي وموافقتك ووقتها هتلاقيني مستنيكي
وخرج مسرها تاركا لها مساحة لتستعيد انفاسها اللتي سلبت منها وتحول لملمت شتاتها
هو يعلم انها ضعيفة وهذا يعجبه وسينتظر الوقت المناسب ليتنعم بها وبطفولتها وشراستها وحبها
في المساء كانت رهف قد انهت حزم حقيبتها هي ووالدتها بعد ان اخبرتها باتفاقهم في البداية كانت رضوى سترفض ولكن هي فهمت مخطط عاصي فهي تعلم انه يعشق ابنتها ولن يقدم على طلاقها ومن المؤكد ان اتفاقهم هذا هو لعبة من عاصي
وصل عاصي واخذهم للفيلا لتبدا رحلتهم بمخطط مختلف وفرصة جديدة لحياة افضل
جلست رهف بجانب هناء التي وهما تتهامسان وتخططان لتعليم عاصي درس لن ينساه
عادت رهف لقبل عام حين زارت هناء وباركت لها بمولودها الاول
هناء بقا كده يا رهف تسيبي الفيلا
رهف سامحيني يا هناء بس انا مش قادرة افضل معاه بنفس المكان انا مخنوقه ومحدش حاسس بيا انا بمۏت باليوم الف مرة
هناء بعيد الشړ متقوليش كده بس ده مش حل
رهف الحل اني ابدا من جديد اعتمد على نفسي انا عشت طول عمري زي ما ماما عاوزة وبعد جوازي بقا عاصي يتحكم بيا انا مليش شخصية ولا كيان
هناء طب انا عندي فكرة
رهف اللي هيا ايه
هناء اللي هيا انك تبني شخصيتك من جديد
رهف واعمل كده ازاي يا هناء انتي عارفه انا مبعرفش حاجة بمصر خروجي كان محدود للجامعه وكمان عاصي
اللي كان بيوصلني
هناء يبقى تبتدي من
الصفر اول حاجة تكملي
دراستك دي اخر سنه ليكي
رهف انا عاوزة اشتغل هو ده اللي هيبني كياني وابدا احقق طموحي
هناء افهميني يا رهف اول خطوة لنجاحك شهادتك وان كان عالشغل في كتير شباب وبنات بيشتغلوا ويذاكروا
فكرت رهف قليلا ومن ثم ابتسمت بأمل وقالت باذن الله هنجح واحقق اللي عوزاه
عادت من ذكرياتها على صوت عاصي وهو يقول رهف رهف
رهف ايوة يا عاصي
عاصي شارده في ايه بقالي ساعة بكلمك
رهف لا مفيش كنت بتقول ايه
عاصي وهو يمد لها يده يلا نطلع ننام
فركت يديها ببعض وهي تشعر بالتردد ولكنه لم يمهلها وقت كثيرا ويصعد لجناحهم
في جناح عاصي
خرج من الحمام وتوجه نحو السرير وتمدد عليه
شعرت بالخجل منه فاحمر وجهها وهي تشير له انت هتنام كده
نظر لنفسه ولها وقال اه فيها ايه
رهف وهي تنهض لا مفيش انا هنام عالكنبه
اعادها وهو يقول احنا قلنا ايه هنعيش زي اي اتنين متجوزين يعني ميصحش تنامي عالكنبه
رهف بارتباك بس
عاصي مفيش بس السرير واسع وانا هنام بعيد عنك متقلقيش انهى كلماته وانزوى على الطرف تاركا اياها تتخبط ما بين مشاعرها وعقلها لتستسلم في النهاية وتنام
اما هو فاصطنع النوم حتى ڠرقت بالنوم فالټفت نحوها يتأمل ملامحها الهادئة الرقيقة حتى غط بنوم عميق
في الصباح استيقظت وهي تشعر براحة و دفء لم تنعم به من قبل فتحت عينبها وجدت نفسها كأنه خائڤ من فقدانها اخذت تتمعن وجهه شعرت بالخجل وهربت سريعا ولكنه امسكها بسرعه قبل ان تغادر هو يهمس لها بصوته الدافئ صباح الورد يا حبيبتي
توقفت حواسها هنا وشعرت بقلبها يرفرف بين اضلعها
هل قال لها حبيبتي ام انها تحلم لا بد انها هلوسة قد اصابتها لتهرول مسرعة للحمام تختبئ به
اما هو فتمدد بأريحية على السرير واضعا يديه خلف رأسه يبتسم وهو يشعر بالمتعة بهذه اللعبة التي يمارسها كلاهما ولكن ماذا ستكون نتيجتها
انقضى اكثر اسبوع بهدوء نسبي بالاضافة الى مشاكسات عاصي لرهف ومحاولات رهف الفاشلة بصده
في المساء دخل عاصي لجناحه وهو يضع بعض الحقائب و جلس بجانب رهف على الكنبه وقال معاكي ساعتين تجهزي يلا قومي
نظرت له ولساعة يدها وقالت اجهز ايه وساعتين ايه
اغلق اللاب توب وسحبه من يدها وهو يقول بعجلة يلا بسرعة متضيعيش وقت واهو جبتلك كل حاجة هوصل مشوار بسيط وارجع تكوني جاهزة
كانت تنظر له لا تفهم شيء ولكنه وقف يلا عشان خاطري اجهزي من غير عند ومتساليش على حاجه ولو عاوزة مساعده هناء تساعدك
انهى كلامه وخرج اقتربت من الحقائب لتخرج من احدها فستان ذهبي اللون لامع بشكل ملفت للنظر انبهرت بتصميمه الرائع قربته من جسدها ووقفت امام المرآة بسعاده تكاد ان تقفز من فرحتها فتشت باقي الحقائب لتجد حقيبة مناسبة للفستان وصندل ذهبي ذات كعب عال جدا فتحت فاها وهي تحاول
حساب طوله ولكن رنين هاتفها اخرجها من تفكيررها لتضع الهاتف على اذنها فيقول اقفلي بقك ويلا اجهزي انتي بتضيعي وقت يلا قال ذلك وانهى المكالمه
نظرت للهاتف بيدها ونظرت حولها وابتسمت و دلفت للحمام لتنعش نفسها بالماء الدافئ وتجهز نفسها
بعد ان انهت تصفيف شعرها دلف للغرفة بابتسامة مشرقة على وجهه وهو يحمل بيده علبة قطيفة
وضعها على طرف السرير
ابتعدت عنه وهي ترسم ابتسامة شقية على وجهها وقالت هو احنا كده متأخرناش
ابتلع لعابه وتنحنح يحاول ان يجلي حنجرته وقال يلا بينا
وخرجا سويا
كانت سناء ورضوى يداعبان الصغير الذي يرفض النوم
اما هناء كانت تعبث بهاتفها والذي وضعته سريعا حين راتهم يهبطون من الاعلى واطلقت صفيرا
كانت رهف كحوريات البحر بفستانها الذهبي وعاصي يرتدي بدلة سوادء مع قميص ابيض كأنه عريس في ليلة فرحه
جرى كنان ابن هناء نحو عاصي الذي تلقفه
بحب
بينما اقتربت هناء نحو رهف وهي تبتسم واعتطها شيء وضعته رهف سريعا في حقيبتها وغمزت لها
نظر عاصي لهن وقال بصاتكوا دي مخوفاني
هناء وهي تنتشل كنان من بين يديه بريء يا باشا
اقترب عاصي من والدته واستأذن منهم واخذ رهف وخرج بعد ان القيا عليهما التحيه
في الطريق قال عاصي وهو ينظر خلفه رهف البسي الجاكيت اللي ورا ده
عقدت رهف حاجبيها وقالت والبسه ليه الجو تحفه وانا مش حاسه اني بردانه
اطلق تنهيدة ومد يده وسحب المعطف ووضعه على قدمها بلاش عناد والبسي يلا
عقدت يديها ولم تنفذ ما طلب منها فالتزم هو الصمت
وحين اوقف السيارة اتجه نحوها بسرعة والبسها المعطف وهو يقول يلا البسي عشان الجو هنا برد
فارتدته وهي تنظر بانبهار لليخت امامها بانبهار فقد كان يختا متوسط الحجم مضاء بأضواء مختلفة الألوان والسماء صافية
وضع يده بيدها وسار بها لداخل اليخت الذي كان مزين من الداخل بالشموع العطرة وبتلات الورود المتناثرة حولها ظهرت على وجهها ابتسامه عاصي وهي تردد الله المكان تحفه يا عاصي
واجلسها على طاولة الطعام حيث كان قد جهز عشاء رومانسي والموسيقى الهادئه تصدح في الأجواء و سار بهم اليخت الى وسط البحر والامواج تتحرك ونسمات الهواء
تداعب شعرها الذي اخذ يتطاير
بعد ان أنهوا العشاء دون أن يتحدث اي منهم فقط تاركين العنان لعيونهم ان تبوح عما في قلوبهم
كان معها على تلك الأنغام بحركة هادئه وهي مندمجه مع دقات قلبه كأنها تحصي عددها
انتهت الموسيقى
ولكن لم يبتعد اي منهم عن الآخر ولكن توقف اليخت