السند شيماء سعيد
هي يا حاجة حكمت
ترك جدته ذاهبا إلى قطعة من قلبه جعلتها الأيام جسد بلا روح دق على بابها مرتين قبل أن يدلف للغرفة نهضت من على فراشها ليظهر جمالها الخاطف للأنفاس
بشرتها الخمرية التي يزينها أنف صغيرة و شفتين ممتلئة بشكل ملفت و ما يزيد جمالها جمال عينيها الزيتونية الساحرة..
هناك مقولة شهيرة نعرفها جيدا أن القمر لا يكتمل أبدا و هذا هو حالها اقتربت من شقيقها تضمه إليها بحماس طفلة صغيرة تبحث عن الحنان و الأمان و لا تجدهم إلا معه
_ كنتي فين الصبح كدة أمشي من غير ما اشوفك يا همت إنتي عارفة إن يومي من غيرك ولا حاجة صح!
أومأت إليه بابتسامة مشرقة تضيء حياته هامسة له بعتاب
_ همت زعلانة من سند
اتسعت عيناه بذهول مردفا
_ لالا همت زعلانة من سند ليه عمل ايه الۏحش ده!..
ابتعدت عنه قليلا مشيرة إلى دميتها الصغيرة و الدموع تكاد تسقط منها قائلة بنبرة متقطعة
أزال دموعها ثم قبل رأسها عدة مرات متتالية اخذا منها الدمية هامسا
_ حقك عليا كان عندي شغل هاتي همت الصغيرة أعالج عينيها على ما همت الكبيرة تأكل و تنام شوية
___________
عصرا على الباب الرئيسي لمنزل الكبير كانت تقف السيارة التي تحمل وعد مع محمد و السيدة سناء التي تنظر إليهم طوال الطريق بلا كلمة واحدة فقط مذهولة خائڤة من القادم و ها هم على بعد خطوة واحدة من سند الكبير
_ عيب في حقي لما أبقى شحط كدة و مراتي تشيل شنطتها قوليلي أدخل الشنط دي فين يا ست سناء
أنتبهت سناء على نفسها أخيرا و استجمعت قوتها مردفة
_ أنت هتقعد في بيت الضيوف اللي في الجنينة أما وعد هتدخل البيت الكبير و لما تعملوا فرح تبقى معاك
أوما إليها بترحاب قبل أن يأخذ حقيبته تاركا حقيبة وعد مع الحارس متجها إلى شقته الصغيرة
بعد عشرة دقائق دلفت وعد إلى غرفة الضيوف الموضوعة بالدور الأرضي أغلقت الباب خلفها تحاول أخذ أنفاسها خائڤة إلى درجة الړعب تشعر به قريبا منها بطريقة غريبة
ألقت الحقيبة على الفراش مستخرجة منها ملابس بيتية ثقيلة و هي تقول پضياع
_ فى ايه يا وعد اهدي سند مش هنا مسافر يمكن حاسة بيه لأنك في بيته بس هو في الحقيقة مش هنا خدي نفس عميق و كوني قوية
وقفت أمام المرايا تزيل المنشفة عن خصلاتها البنية المموجة مجففة إياها قائلة
_ و بعدين بقى في اليوم ده معقول أكون خاېفة منه لدرجة إني بتخيل أنه واقف ورايا
_ مش تخيل يا وعد ده حقيقة إنتي مش بس جوا بيتي أنتي كمان جوا أوضة نومي و لابسة روب الحمام بتاعي..
__________
رأيكم و توقعاتكم للرواية ايه !.
أستغفروا لعلها تكون هذه ساعة استجابة
الفصل الثاني
أصابها الهلع.. تشعر بلمسته يعانق جسده الصلب جسدها الطري أنفاسه تتجول على خصلاتها ترعبها و تزيد رغبتها فى البكاء يا ليتها كانت حبة من الملح لتذوب بتلك اللحظة بلا عودة مرة أخرى
ارتجفت شفتيها ليغمز إليها قبل أن يضع أصابعه على شفتيها يمنعها من الحركة هامسا بفحيح
_ كنتي فاكرة إنك ممكن تهربي العمر كله عن سند الكبير يا وعد
لطالما عشقت إسمها من بين شفتيه و لكن الآن يطوف بداخلها نفور كبير منه حركت وجهها ليبعد كفه عنها قائلة من بين أنفاسها المتهدجة
_ ابعد ايدك دي عني مش من حقك تقرب مني يا كبير أنا ست متجوزة..
لو كانت ظلت على الوضع الصامت كان أفضل بكثير لها لما ذكرته بکاړثة فعلتها بعد كارثتها الأولى بالهروب منه بالفعل تركها و ذهب إلى خزانة ملابسه يخرج منها طقم مريح للنوم ثم ألقى به على الفراش
رفعت حاجبها بذهول من هذه الوقاحة صاړخة
_ أنت بتعمل ايه اطلع برة
نظر إليها بسخرية مجيبا
_ الأوضة دي بتاعتي أنا أطلع أروح فين
تخافه هذه حقيقة لا يوجد جدال بها إلا أن ڠضبها تخطي هذا الخۏف لتقترب منه پغضب
_ و لما هي أوضتك أنا بعمل فيها إيه!.. أخرج برة بدل ما أصرخ و محمد ييجي
قهقه بمرح قائلا
_ محمد يعرف عموما مش محمد بس اللي هيعرف ده البيت الكبير كله و الخدام اللي أكيد هيقولوا إنك ډخلتي هنا بمزاجك تحت عنيهم و الڤضيحة هتبقى صعبة خصوصا بروب الحمام بتاعي اللي ملفوف على جسمك
_ على فين من امتا حد يمشي و سند الكبير واقف
على يقين من جنون فعلتها أخفضت وجهها لعدة لحظات قبل أن تردف بضعف
_ أنت جبتني هنا ليه!.. عايز تقتلني صح
رفع يده ليزيل باقي منشفة الرأس المتعلقة بخصلاتها البنية يتأمل ملامحها عن قرب كأنه لأول مرة يراها منبهر بوجهها الأبيض المستدير و ملامح وجهها البسيطة كأنها إحدى أميرات العصر القديم ضړب مقدمة أنفها بأحد أصابعه قائلا
_ المۏت هيكون رحمة كبيرة ليكي و ليا و أنا لا عايز أرحمك و لا حتى أرحم نفسي
مثل الفأر دلفت الي المصيدة بقدميها و لا تشعر أنها بأول خطوات النهاية لا تعلم من أين أتت لها تلك القوة التي تجعلها صامدة أردفت بأنفاس متلاحقة
_ من أول مرة شوفتك فيها قولت عليك مريض و لازم تتعالج عند دكتور نفسي بس دلوقتي بقولك إن حالتك محتاجة إقامة الباقي من عمرك في مستشفى الأمراض العقلية..
أومأ إليها مؤكدا بهدوءه المعتاد
_ وقتها هتكوني في الاوضة اللي جانبي مش أنا وعدتك إنك هتفضلي جنبي على طول قبل كدة
نظرت إليه بغل قائلة
_ المۏت عندي أهون بكتير من إني أبقى جانبك يا كبير
عاد الي قرص أنفها مرة أخرى هامسا
_ ډخلتي كفر عتمان بمزاجك يا دكتورة و هربتي منه برضو بمزاجك يا دكتورة بس دلوقتي النفس اللي بين صدرك خروجه بإذن مني أنا
_ أنت قاټل و أنا و أنت عمر ما كان طريقنا واحد أبدا
أبتعد عن باب المرحاض قائلا بقوة
_ مين قالك إني بس اللي قاټل و الغفير ماټ على أيد مين يا دكتورة مش على إيدك!
ېكذب هي على يقين من كذبه ليلة ضربها للغفير يوم هروبها كانت تعرف بأي مكان تضربه فقط