السبت 28 ديسمبر 2024

لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي

انت في الصفحة 9 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

نكدب لغرض معين لا يتضح للجميع أنهت جملتها ثم أمسكت يديه بقوة وأضافت
حاولت مرة واحدة بس
تدور على الحقيقة بنفسك... لا صح أنت معملتش كدا مجرد بس سمعت كلام هى قالته من وراء قلبها لسبب ما صدقته ومحاولتش تدور بنفسك وتفضل وراها أنت تخليت عنها يا أنيس.
قطب حاجبه بعدم فهم ليقول
أنا مش فاهم حاجة وبعدين أنا متخلتش عن حد هى اللى أتخلت عنى.
أجابته فيروزة برفض قائلة 
لا يا أنيس أنت تخليت عنها عشان محاولتش تعرف هى ليه قالتلك كدا..صمتت لوهلة تفكر فى أمر ما ثم أضافت 
دارين لسه بتحبك ياأنيس أحتلت الدهشة والذهول معالم وجهه بعدم تصديق لتكمل حديثها بحزم
صدقنى هى بتحبك واضطرت تعمل كدا عشان باباها ميتسجنش بالشيكات اللى عليه وعلى العموم هى فرحها بكرا لو لسه عايزاها بأشارة واحدة مني بس ألغى كل حاجة و تكون ليك .
تحدث أنيس پصدمة
طبعا عايزاها لكن أنتى عرفتى كل المعلومات دى منين.
منحته نظره ساخرة قبل أن تخبره ثم قالت بصرامة
مش مهم تعرف دلوقتى كل اللى يخصك دارين وبس فاهم..وبعدين يلا على أوضتك لان أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح شوية ومتنساش تجهز نفسك بكرا لأن رايحين مشوار مهم.
تسأل أنيس مستغربا مشوار ايه.
تحدثت وهى تذهب بأتجاه المرحاض قائلة
كل شئ بأوان يادكتور أنيس تصبح على خير.
أختفت عن أنظاره فأبتسم أنيس بهدوء بعد ما فهم على ماتنويه غدا ثم قال بصوت غير مسموع 
وأنتى من أهله ياروزا.
ثم غادر غرفتها بسعادة غامرة وقلبه يتراقص بتلك النبضات العاشقة..
بعد بضع دقائق خرجت من المرحاض بعد ما ابدلت ملابسها بملابس أخرى مريحة استرخت على الفراش وهى تفرد ظهرها بتعب وذهبت فى نوم عميق...
فى اليوم التالى وتحديدا فى مكان آخر...
قدامك خمس دقايق والاقيكي لابسه الفستان فاهمة عريسك مستنيكي برا على ڼار مش عايز تأخير ياهانم.
قعدت مكانها تبكى بأنهيار فقتربت منها والدتها وضمتها إليها قائلة بحزن 
قومى ياحبيبتى قومى البسي الفستان بدل ما الظالم يجي يضربك تانى وأنا مش هقدر عليه ربنا ينتقم منك ياعادل.
أرتدت ذاك الفستان فكان بمثابة كفن لها بعد لحظات كانت تجلس بجانب هذا العجوز الهالك منذ زمن فكان أصلع الرأس وحاجبيه كثيفة للغاية ومنغلقة فهى مثل أعواد المقشة الخشنة فكان ينظر إليها بابتسامة كشفت عن أسنانه السوداء من كثرة الټدخين فشعرت هى بالأشمئزاز من رائحته الكريهه التى تفوح منه فأخذت عينيها تزرف دمعا على حظها فوالدها أجبرها على الزواج من رجل أكبر من عمره ولم يشفق عليها.
تحدث عادل بسعادة
ايه رأيك ياشكرى كل حاجة تمت زى ما أنت عايز ثم وجه نظره إلى المأذون يلا يامولانا أكتب الكتاب.
لكن قاطعهم صوت قوي زلزل المكان قائلا 
أزاى بس يامولانا هتجوز واحدة مڠصوبة على العجوز ده.
اتمنى لكما قراءة ممتعة
الفصل السابع
على الطريق كان عمران جالسا فى المقعد الخلفى من سيارته التى كانت تقف بجانب الطريق فكان منتظر سائقه أن يأتى له من مكانا ما أخذ يعمل على حاسوبه بدقة ليقطع شروده سائقه الخاص به قائلا
حضرتك الأمور ماشية زى ما خططنا له.
نظر إليه عمران من نافذة السيارة وقال
حد منهم شافك أو لاحظ حاجة.
أبدا حضرتك وبعدين متقلقش انا واخد بالي كويس ومحدش يقدر يكشفني بالسهولة دى.
قال عمران بهدوء فين الكاميرا 
مد يديه إليه وهو يعطيها له فقال اتفضل أهى أنا صورت كل حاجة زى ما طلبت منى وعرفت كمان أن هما هيسلموا الشحنة بعد أسبوع من النهاردة.
أبتسم عمران وقال
عفارم عليك يارامز فعلا أنت كل يوم بتثبتلي أنك قد المسؤلية اللى بكلفك بيها.
على الجانب الأخر تقف فيروزة بجانب سيارتها وهى تزفر بضيق قائلة هو دا وقتك أنك تعطلى.
نظرت إلى هاتفها فوجدته فاصل القته بداخل السيارة بعصبية أعمل إيه أنا دلوقتى كل حاجة جاية تبوظ فى نفس الوقت .
اردف عمران بأبتسامة لا شكر على واجب وبعدين أنتى كنتي بتعملى ايه فى طريق مقطوع زى دا.
تحدثت فيروزة قائلة كنت راجعة من مشوار وضيعت طريقي ومن سوء حظي عربيتي عطلت ومعرفتش أعمل إيه .
الحمدلله أن محصلش ليكى حاجة وحشه لقدر الله وأني جيتلك فى الوقت المناسب قبل ما الزباله يعملوا فيكى حاجة.
أجابته فيروزة قائلة الحمدلله على كل شئ معلش تعبت حضرتك معايا ياأستاذ..قطبت حاجبها وقالت متسائلة هو حضرتك اسمك إيه.
رد عليها بأبتسامة جميلة بينت غمزاته قائلا
اسمي عمران المنشاوى وبعدين ياستى أنا فى خدمت الشعب دايما.
لم يتلقى منها ردا بسبب شرودها فى غمزاته الساحرة التى أسرت قلبها عندما أبتسم لها ولكن فاقت من شرودها على
صوته المتسأل بقلق وهو ينظر إلى تلك اللاصقة التى وضعتها الطبيبة على عنقها فقال
ازاى مخدش بالي ان الحيوان چرحك لولا أن هو دلوقتى متصاب كنت روحت خلصت عليه وخدت حقك منه.
أطلق ضحكة رجولية جعلتها تتوه مرة أخرى فى ملامحه الرائعة فقال هو حرامي ايه بس ياأنسة وبعدين هو فى حرامي هيجيب واحدة حلوة زيك كدا المستشفي دا كان زمانه خاطڤها.
قامت بأرجاع خصلة متمردة على وجهها للخلف فقد أحمرت وجنتيها بخجل ثم قالت احم انا مش قصدي بس غريبه أنك شايله كدا عادي وكمان انت طخيت الراجل.
كويس انك قبض عليهم خلى الناس ترتاح من شرهم.
نظر عمران إليها نظرة طويلة أربكتها ثم قال بتسأل
خلى فى علمك انتى لحد دلوقتى مقولتيش أسمك ايه.
أبتسمت بخجل وهى تقول اسمي فيروزة.
أردف عمران بانبهار قائلا ماشاءالله أسمك جميل زيك يافيروزة.
شعرت بارتباك عندما نطق اسمها فأدرك هو
هذا ثم اخذ يتسأل عيونك دى ولا لينسز.
إجابته فيروزة بهدوء عيوني.
تبارك الرحمن عيونك لونها فيروزية ماشاءالله علشان كدا لايق عليكي اسمك فيروزة فعلا أهلك عرفوا يختاروا الاسم المناسب.
دى
حقيقة..صمتت لوهلة ثم أضافت بملل
هو أنا همشى امتي.
عمران دلوقتى لو تحبي.
ياريت علشان انا مش بحب قاعدة المستشفيات.
تمام هنادي على الدكتورة ونطمن عليكي وبعدها نمشى.
بعد دقائق خرجوا من المستشفي وقام بتوصيلها إلى منزلها
تحدث عمران بهدوء عربيتك انا خليت حد يروح يشوفهالك ولما تتصلح هتتبعتلك على هنا.
أردفت بامتنان قائلة بجد أنا مش عارفة أشكرك ازاى على وقفتك معايا وأنك مسبتنيش لحد موصلتنا قدام البيت معروفك دا عمرى ما هنساه ليك ياسيادة المقدم.
أبتسم إليها بهدوء أهم حاجة أنك بخير.
شكرا عن أذنك..فتحت باب العربية ونزلت منه واغلقته خلفها نظر إليه من النافذة قائلا
أتمنى أني اشوفك تانى.
ردت عليه بأبتسامة ناعمة بإذن الله.
دخلت إلى القصر وهى تشعر بسعادة تغمرها بشدة قابلها أنيس الذى تحدث بتوتر ابوكى عايزنا احنا الاتنين جوا وهيئته لا تبشر على خير وقالى لما الهانم الكبيرة تيجي تعالولى فورا .
خير ربنا يستر تعالى ندخله بدل ما يومنا يبقى أسود.
دخلوا المكتب بهدوء تام فأغلق أنيس الباب خلفهم استدار عامر لينظر إليهم ثم قال
أخيرا البهوات شرفوا ممكن أعرف بقا الحلوين كانوا فين النهاردة.
نظر أنيس لفيروزة بقلق يخشي أن يكون علم بما فعلوه مع والد دارين فتحدثت فيروزة بهدوء
خير يابابا هو فى حاجة.
عامر بضيق و هو يجي من وراكم خير وبعدين أنا سألت سؤال تجاوبي عليه من غير ما تسألي أنتى سامعة.
أخفضت فيروزة رأسها بحرج وقالت كنت فى الشركة.
نظر عامر إلى أنيس بنظرات لا تبشر بخير فقال والبيه التاني كان فين.
أنيس بتوتر كنت فى المستشفي.
أبتسم عامر أبتسامة جانبية فقال وقبل كدا كنتوا فين بقا دى الأجابة اللى عاوز اعرفها حالا .
فيروزة حضرتك احنا كنا فى شغلنا هنكون فين يعنى.
ضړب بيده على المكتب افزعهم من مكانهما وقال پغضب بتكدبوا قدامى بكل بجاحة ياست فيرزوة ليه شيفاني عيل برياله قدامك علشان تضحكي عليه بكلمتين.
أبتلعت ريقها پخوف قائلة أبدا والله يابابا .
أردف أنيس بتوتر بابا احنا مش قصدنا نزعل حضرتك مننا وكمان احنا مش بنكدب عليك.
والله والمفروض أصدقكم صح أولا أنتو النهاردة محدش منكم راح على شغله مش صح كلامي ومش عايز كدب.
تحدثوا فى آن واحد قائلين صح.
قام عامر من مكانه ووقف أمامهم وقال
وياترى العروسة اللى كنتوا عندها أخبارها ايه ياأستاذ أنيس.
نظر أنيس إلى أخته وجبينه يقطر على وجهه عرقا
عروسة ايه أنا مش فاهم قصد حضرتك.
دارين اللى روحتوا ومشيتوا من دماغكم واتفقتوا مع أبوها على الجواز يادكتور أنيس مش دا اللى حصل هو انتو فاكرنى معرفش تحركات اى حد فيكم ولا ايه.
نظرت إليه فيروزة وقالت بهدوء
ايوة يابابا فعلا احنا روحنا لوالد دارين عشان نوقفه عن اللى هو بيعمله .
زعق والدها بها وأنتى مالك بيهم هى كانت من بقية أهلك.
هبت فيروزة واقفة وقالت يابابا البنت والدها كان هيجوزها لراجل عجوز قد جدها وهى طلبت مني المساعدة وبعدين أنيس بيحبها وعايز يتجوزها فأيه المشكلة.
عامر فتقومى حضرتك واخدة أخوكى وراحة تخطبى له كأن مفيش راجل كبير تستأذنه منه الأول كأن ماليش اهمية فى حياتكم لا يافيروزة أنا لسه ماموتش علشان تتصرفى من دماغك بالشكل دا وقسما بالله لو اسلوبك وطريقتك ما أتعدلت ليكون ليا تصرف معاكى مش هيعجبك .
اردف أنيس قائلا بابا فيروزة مالهاش ذنب فى حاجة أنا اللى طلبت منها تيجي معايا وبعدين أنا مخطبتش دارين لسه كل اللى حصل أن احنا وقفنا جوازها وقلنا لوالدها أنى هجيب حضرتك وهتقدم ليها رسمي لان مينفعش أخد خطوة زى دي بدون علمك.
أبتسم عامر بضيق وقال بسخرية لا والله كتر خيرك أنتو شكلكم عايزين تلغونى من حياتكم ودا مش هيحصل ..أوعى تكونوا فاكرين اللى عملتوه دا هيعدي بالساهل كدا ثم حول بصره لفيروزة وهو ينظر إليها بملامح جامدة وقال 
اما أنتى بقا ليا تصرف تانى معاكى.
نظرت إليه فيروزة وقالت ببرود و أنا مش فارقة معايا أى حاجة تحصل مدام مغلطتش فى حاجة يعني حضرتك يابابا تصرفي اللى معترض عليه مكنش غلط.
فيروزة بعدم إدراك لما تقوله حضرتك أنا متجننتش وبعدين أنا حرة فى تصرفاتي وأعمل اللى يريحني ومحدش له أن هو يتدخل فى حياتي حتى لو كنت أنت.
أخرستها صڤعة قوية على خديها من والدها وضعت يديها على موضع الصفعه ونظرت إليه بملامح خالية من أى تعبير فهو لأول مرة يضربها فتحدث هو پغضب عارم لم يعتادوا عليه فقط فقد أعصابه بتلك اللحظة
تصدقى أنك مش محترمة وأنا معرفتش أربى كان عنده حق بقا وليد فى أنه هو يخونك ويسيبك وفى كل كلمة هو قالها
فيروزة
أنا يابنتي أسف معرفش أزاى الكلام ده طلع مني الڠضب عماني أنا...ابتعدت عنه وهى ترجع للخلف وقالت بصوت مخټنق من البكاء وهى تشعر بذهول وخذلان متتأسفش حضرتك مغلطتش فى حاجة أنا اللى غلطت أنا اللى أسفة شكلى نسيت نفسي ونسيت أصلي وأنى بنت شوارع
وبنت حرام زى ما وليد كان بيقولي ودلوقتي حضرتك فوقتنى وفعلا مينفعش البنادم يتخلى عن أصله الحقيقي لان مهما حاول
10 

انت في الصفحة 9 من 26 صفحات