بائع الزيت والصابون
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الصابون قبل أن ينام، وفي الصباح شعر بحكة شديدة في يده، وقد لاحظ أن جلده قد أصبح خشناً وجافاً، صړخ الرجل : ما هذا ؟ إن جلدي يكاد …، واخذ يبكي من الألم . ذهب بائع الزيوت إلى الطبيب يستشيره في أمره فأخبره الطبيب أنه مصاپ بالتهاب في الجلد بسبب استخدام صابون رديء النوع، فڠضب الرجل بشدة وأخذ الصابون إلى القاضي وشكا له صانع الصابون .
فأحضر القاضي صانع الصابون لينظر في تهمة بائع الزيوت إليه، فأنكر الرجل التهمة وقال : إنني أصنع الصابون لجميع أهلي وأهل المدينة وسمعتي معروفة بين الناس ولم يشك أحد يوماً من الصابون الذي أصنعه، أنا أعرف أن من غشنا فليس منا فكيف لي أن أغش ؟!
شعر القاضي بصدق صانع الصابون ولكن مرض الذي أصاب بائع الزيت يدل على عكس ذلك، فقرر أن يقوم بحبس صانع الصابون حتى تظهر الحقيقة .ولكن كان في مجلس القاضي رجل يعرف العطارة وقد شعر أن الرجل مظلوم وبريء.فقال للقاضي : هلا سمحت لي ياسيدي القاضي .فقال القاضي : قل ما عندك .فقال : أني أريد أن أفحص الأدوات التي صنع بها الرجل هذا الصابون.وبالفعل عندما فحصها الرجل عرف أن الزيت المصنوع منه الصابون غريب الرائحة والملمس ففهم أنه مغشوش وأنه سبب ما أصاب جلد الرجل .
صاح صانع الصابون على الفور : لقد اشتريت هذا الزيت من ذلك الرجل يا سيدي القاضي، وأشار إلى الشاكي .
الغش هو تقديم الباطل في ثوب الحق، الأمر الذي ينُافي الصدق المأمور به والنصح المندوب إليه، وقد صحّ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه .