رواية لسارة فتحى
انت في الصفحة 1 من 15 صفحات
إرتواء الروح ١
البارت الأول
هناك صدمات بالحياة تفقدنا روحنا
وهناك صدمات اكثر قسۏة تعيدها إلينا
لكنها تسبب تشقق الروح وجفافها
فإرتواء الروح ثانية يحتاج إلى قلوب صافية
فالقلوب تروى بالقلوب
اشرقت شمس الصباح تعلن عن يوم جديد
فكل يوم تشرق شمسان شمس الصباح وشمس
بداخلنا لكن روحها لم يصل إليها نور حتى يكسر عتمتها
بنظرات خاوية باهتة تضم حقيبتها إلى صدرها
كأنها حصنها من العالم
سقطت دمعة حاړقة من عيناها مسحتها بطرف اناملها سريعا تشعر بالضياع
فهى أول مرة لها فى القاهرة تلك المدينة الواسعة التى لا تعرف بها احد
فبعد ۏفاة والدها وتخلى خالتها عنها لم يتبقى لها أحد سوى ميراث واحدا فقط وهو لقبها نذير الشؤم وجفاء اهل القرية و تحاشى التعامل معها
لكنها كانت تريد تجنب الناس شرها كما يقولون
كم تشعر بالألم والقهر من قسۏة الحياة
بينما هى شاردة حاول احد الشباب الاقتراب منها قائلا وهو يغمز بعيناه
الجميل شكله مش من هنا احنا فى الخدمة
دق ناقوس الخطړ بداخلها فهرولت دون أن تنبث بكلمة واحدة حتى توارت فى احد الشوراع الجانيبه إلى ان
مالك يا أنسه ! بتعيطى ليه !
عمل عقلها بكل طاقته فى محاولة لثبات الزائف هتفت بارتجاف وهى تضم حقيبتها إلى صدرها
وانت مالك انت كمان !
مالكش دعوه امشى من هنا
توسعت عيناه بذهول من اسلوبها الفظ هو فقط اراد مساعدتها حك مؤخرة رأسه قائلا بحرج
على العموم حقك عليا
مرت دقائق من الصمت لم تجيبه استدار ينوى
المغادرة فسمع صوت همسها
عايزه مكان اسكن فيه حتى لو أوضه واحده
ممكن تساعدنى !
استدار ثانية والقى نظرة عليها كانت ترتجف
أومأ لها بهدوء قائلا
تعالى طيب ورايا .. هوديكى عند ناس كويسين
ولم تخشى شئ !
فهى من يخشاها الناس ويبتعدوا عنها
فحتما لو كان ذلك الفتى من قريتها لفر هاربا
بعيدا فجأة وجدت نفسها تقف فى حى شعبى
خلف احد الرجال يقوم بتصليح السيارة
فتحمحم ذلك الفتى ليعلن عن قدومه
البيه اتاخر ليه النهارده كمان ...
امير مخصوم منك يومين عشان مأكد عليك متتاخرش امبارح وقايلك ان ورانا شغل كتير
تلقى أمير التوبيخ وهو صامت اما هو التقط من جانبه قطعة من القماش يمسح بها آثار الشحم وزيت السيارات
ثم استدار له فوقع بصره عليها الانبهار فقط ما يوصف حالته
هى أنثى فائقة الجمال بفستانها الكحلى وحجابها الأبيض وعيناها الرماديتن
لكنها تقف كامنه كالمۏتى تنظر ارضا إلى موضع قدميها منكمشة على نفسها پخوف
عقد حاجبيه ينظر لها بتفحص ثم دنى إلى امير يسأله عنها
مين ديه !
فاجابه امير وهو يطالعها
لقيتها قريبه من المحطة وبتعيط ولما سألتها
قالت عايزه مكان تسكن فيه فجبتها هنا نشوف مكان بدل ما حد يتعرض لها شكلها غلبانه
هز رأسه ايجابا ثم اقترب منها يكسر حاجز صمتها يسألها عن هويتها
انتى مين ! وفين اهلك ! وايه حكايتك !
هى لا شئ كيف تخبره بذلك هى اكبر خطاياها
واعظم ذنوبها انها نذير الشؤم على من حولها
همست بصوت مرتجف
ونس اسمى ونس ونزلت القاهرة ادور على شغل
ماليش حد اهلى متوفيين
لا يعلم لماذا بداخله يشعر بالڠضب لأنها لم تنظر
إليه وهى تجيبه شعر بتجاهلها له فسألها ثانية
مالكيش قرايب هنا !
يعنى أى حد تروحى ليه
هزت رأسها بنفى ومازالت تتحاشى النظر إليه
اقترب هو من امير
امير كمل انت على ما اطلعها للحاجه فوق
العربية ديه خلاص كده وشوف اللى بعدها
اسرع امير ينزع سترته ليباشر عمله وهو يهتف بحماس
تمام يا زعامة متقلقش
نظرة تائهة ومشتتة تملأها الحيرة قلبها يرتجف بقوة
لكنها تطمئن نفسها فربما غدا يحمل لها الأفضل
سارت خلفه بخطوات مثقلة دلف إلى البناية وهى
خلفه تغمض عيناها تحارب ذكريات ماضيها الذى
يؤسرها بداخله صعدت درجات السلم وقفت
بعيدة عدة درجات حتى طالعت وجه امراة
فى اواخر العقد الخامس لكنها لم تلاحظها
كانت تهمس بحنو
أنس ايه ياحبيبى .. طلعت ليه بسرعة كده
فى حاجه !
تنحى جانبا حتى ترمق من تقف خلفه على درجات السلم
قطبت حاجبيها وهى تنظر له بتسأل
انت معاك ضيوف ولا أيه !
مين ديه يا واد !
يا مصبيتى لتكون واحده ضحكت عليها..واتجوزتها عرفى وهربتوا من اهلها انطق يا ولا كنت حاسه والله
رفعت بصرها للأعلى سريعا تهز رأسها تنفى تلك التهمة عنها بينما هو جز على اسنانه فوالدته حتما ستصيبه بجلطه اردف بنبرة مشټعلة
فى أيه يا نبع الحنان هو انت عمرك ما تسترى ابدا
المسلسلات كلت عقلك .. دي ضيفه استهدى بالله
ودخلينا كده
رفعت عيناها إليه هاتفه بصدق وهى تفسح لهم الطريق بارتباك من