نذير شوم
جمله نطق بها يوسف بعدما سردت عليه ما مر بحياتها بأكملها بدأ من مولدها حتى وقفتها أمامه الآن تعاقبت مشاعر الحزن والشفقه والمؤازره والصدمه كانت آخرهم حين أخبرته أنها بدأت تصدق ما قالوه عنها لذا فكرت فى الفرار بعيدا عنه كى لا تصيب عائلته بالمتاعب أكثر بسببها
لوت فمها بضيق وهى تقول
أيه دخل الى قولته بأنى متعلمه لحد فين
مهو لو أنت جاهله كنت هعزرك وأقول ماشيه ورا كلام الناس الجاهل الى اترسخ بعقولهم عن نذير الشوم ووش النحس وفالها وحش وكل الحوارات دى لكن أنت للأسف متعلمه يعنى المفروض تبقى عارفه أن كل دى خرافات بس أنا برضو عاذرك عشان واضح أنك اتأثرتى بكلامهم زياده عن اللزوم ويمكن برضو كتر الأحداث الى بتحصل هى الى لغبطتلك مخك بس أنت عارفه أن كل ده مش حقيقى وحرام صح
أنا الأول مكنتش بهتم لكلامهم وبقول دول ناس جاهله ومش لازم اهتم ليهم وأنا عارفه إن مفيش حاجه اسمها نذير شوم بس مع كتر الأحداث مبقتش لاقيه مبرر للى بيحصل وحسيت فجأه إنى ڠصب عنى بالجئ للمبرر الوحيد الى ممكن يفسر كل الى الى بيحصل وهو إنى فعلا زى ما بيقولوا نذي ر شة وم طب قولى أنت ايه تفسيرك
بصى أنا ممكن أقولك كلام قد كده بس فى الآخر مقدرش أقنعك وللأسف أنا فى حاجات كتير ناقصانى دينيا فأكتر حد هيفيدك هو الحاج منتصر رغم أنه متعلمش بس فى الدين أحسنى من 100 واحد متعلم كان أيامهم المدرسه عندهم هى الجامع والمدرس هو إمام الجامع أو شيخ بيثقوا فى علمه عشان كده بقى له درايه كبيره بالدين عكسى أنا لاهانى الانجليزى والفيزيا و الكميا وغيرهم عن الدين لأن للأسف نشئنا على أن الدين مبينضفش للمجموع وبيتلم قبل الأمتحان بكام يوم فى السريع كده ولما دخلت الطب لاهتنى مواده عن أنى أتعلم دينى من أول وجديد فتعالى نوصل للحاج ونسمع منه واحنا الاتنين نتعلم
قالها منتصر بعدما استمع لسرد نواره لقصتها هتف يوسف بحرج
مانت عارف يا حاج أنا فى الدين مش قد كده بقرأ قرآن أه وحافظ شويه فيه وبصلى وبصوم الحمد لله لكن أحكام الشرع والأحاديث وكده مش ملم بيها
طالعه منتصر بسخريه
وهو يقول
تنحنح بمرح وهو يقول
جرا ايه ياحاج انت سيبت الموضوع الرئيسى ومسكت فيا أنا طب رد عليها الأول بعدين نتكلم
تنهد بضيق من حال ابنه ونظر ل نواره التى تنتظر حديثه بلهفه وقال
قوليلى ايه فيك الى مقتنع أنك نذير شوم زى ما بتقولى كلك مقتنعه ولا عقلك بس الى بيحاول يقنعك
لأ مش كلى مقتنعه حتى عقلى أوقات كتير مبيبقاش مقتنع
بدايه مبشره أنك رافضه الفكره بس شيطانك بيوسوسلك أن ده الصح بصى يابنتى مفيش حد نذير شوم ولا وش نحس دى كلها أقدار ربنا سبحانه وتعالى قال إنا كل شيء خلقناه بقدر وقال كمان سبحانه وتعالى ما أصاب من مصېبة إلا بإذن الله يعنى كل موقف بيحصل هو قدر ربنا كاتبه وكل مصېبه بتصيبك هى من عند ربنا مش بسبب أنك قابلتى فلان ولا فلان زراك ودخل بيتك فالبيت ۏلع بسببه مفيش حاجه اسمها كده تعرفى إن أيام الجاهليه كانوا بيعتبروا الغراب نذير شؤم وكانوا لو نعب مرتين يتشائموا ويقولوا
إن فى مصېبه هتحصل لحد ما الإسلام نزل ونهى التهمه دى عن الغراب وابن عباس كان لما يسمع صوت الغراب يقول اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله إلا غيرك يعنى الغراب من طيرك الى خلقته و الخير من عندك ومفيش إله يقدر يتحكم فى الخير والشړ غيرك يارب طب تعرفى إن ده يعتبر شرك بالله لما تتفائلى بحد أو تتشائمى بحد
اتسعت أعينهما پصدمه ورددت نواره
شرك ! للدرجادى
أومئ بتأكيد
أيوه زمان كانوا بيتشائموا بالطيور فلو حد مسافر وشاف طائر من الى بيتشائموا بيهم وسمع صوته يرجع من سفره فورا ويعتبر ده دليل على أنه هيصيبه سوء فى سفره ده فقال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الموضوع ده من ردته الطيره عن شيء فقد فارق الش رك يعنى الى الطير رجعته عن حاجه كان هيعملها يبقى وكأنه أشرك بصى سواء الت شاؤم بحد أو التفائل بيه حرام لأن الخير والشړ من عند ربنا مش من شخص شوفتيه وكمان بيقول ابن حجر الى شرح كتاب للبخارى لا يجوز أن ينسب إلى المرء ما يقع من الشړ مما ليس منه ولا له فيه مدخل وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر أنت يابنتى فى ايدك تجلبيلى مصېبه وأنا قاعد كده
نفت برأسها وهى تقول
لأ طبعا بس تفسر بأيه كل المواقف الى بتحصل بمجرد ما حد يتعرف عليا أبسط مثال الى حصل معاكم من وقت ما دخلت حياتكم
أنهت حديثها وهى تنظر ل يوسف الذى أردك مدى حيرتها وتخبطها بين الصواب والواقع
رد منتصر مبتسما
أقدار كل الى دخلت حياتهم وحصلهم حاجه كده كده كانت هتحصل وفى نفس التوقيت حتى لو مدخلتيش حياتهم بس ربنا أراد أن ده يحصل فى نفس الوقت الى دخلت حياتهم فيه لحكمه يعلمها هو يمكن اختبار ليك ويمكن مكنش ولا واحد فيهم خير ليك وربنا شايلك الأحسن أنت فاكره مثلا إن مۏت أم يوسف بسببك ! تبقى عبيطه ده ربنا سبحانه وتعالى بيقول ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها وفى آيه تانيه بتقول ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون تيجى أنت تقولى أصل أم يوسف ماټت بسببى !
قال الأخيره وهو يذم شفتيه بإشمئزاز فضحكا الإثنان على مظهره وتنهدت نواره براحه تشعر أنها كانت بحاجه لحديث مثل هذا منذ زمن شعرت أن روحها ارتوت وزال الشك منها وعقلها سكن وهو يفسر كل ما حدث معها أنه مجرد قدر وربما كان شړا لها بعده الله عنها بما حدث وظنته هى بسببها فهناك مقوله صادقه تماما تقول رب خيرا لم تنله كان شړا لو أتاك
أنتبهت على حديث يوسف وهو يسألها
اقتنعتى
ابتسمت براحه وهى تجيبه
جدا
التفتت ل منتصر وهى تكمل
أنا بجد مش عارفه أشكر حضرتك ازاى متتخليش كلامك ريحنى لدرجة ايه
رد بجديه
أنت زى بنتى مفيش بنت بتشكر أبوها
ابتسمت بامتنان ثم قالت بمكر
بما إنك زى بابا كنت حابه أخد رأى حضرتك فى موضوع
قولى
نظرت بجانب عيناها ل يوسف ثم ابتسمت بخجل وهى تقول
كان فى عريس متقدملى وحابه أخد رأيك فيه أوافق ولا أكنسله يمكن يجيلى الأحسن
تنكسليه ! هو أنا نوتفيكشن ! إشعار
رددها يوسف بذهول وهو ينظر لها فابتسمت فى الخفاء دون رد فقال منتصر
أنت اتقدمتلها
نظر لوالده وهو يوضح
قلت أخد رأيها
أومئ منتصر يقول
تمام ومش هتعرف ردها الأخير غير لما تتقدم لها أو بمعنى أصح تيجيلى أنا وتتقدم وأنا هبلغك قرارها وتجيب معاك حد من أهلك كمان
اتسع فاهه وهو ينظر لأبيه پصدمه وقال
حد مين الى هجيبه يا حاج
رد منتصر ببرود
وأنا مالى اتصرف هات أخوك الكبير ولا هتتقدملى بطولك !
جز على أسنانه بغيظ وقال
لا تمام أنت تؤمر يا حاج
نيجى نتقدم أمتى إن شاء الله
قال الأخيره وهو ينظر ل نواره التى تكبت ضحكتها بصعوبه
أجابه منتصر بهدوء
آخر الأسبوع إن شاء الله ولحد ده ما يحصل شوفلك حد يقعد فى العياده ولو لمحتك قريب منها هلغى الجوازه مش عاوزك تأثر على قرارها
وقف بحنق وهو ينظر لهما ثم قال
ماشى كل واحد وله يومه
أنهى حديثه وهو ينظر ل نواره التى تضحك بتوعد رفع منتصر صوته وهو يقول
بتقول حاجه يا سى يوسف !
نظر له وهو يغمغم
بقول رايح العياده أشوف بقى مين هيقعد فيها بعد إذنك ياحاج
خرج فالټفت نواره لمنتصر بعدما توقفت ضحكاتها على تذمر يوسف ونظرت له بأعين لامعه وهى تقول
أنا بجد مهما قولت مش هوفى حضرتك حقك
ابتسم لها بلطف وقال
أنت زى سمر يا نواره حطى ده فى بالك ولو قبلت تكون مرات يوسف
فهتبقى بنت بجد مش زى بنت وبس
ابتسمت بخجل وهى تقول
هو بعد كلام حضرتك ليا يعنى أنا رفضى ليوسف كان بسبب أفكارى بس أنا فعلا اقتنعت بكلام حضرتك ومعتقدش إنى هرجع أفكر فى المواضيع دى تانى فيعنى رفضى له انتهى
قصدك أنك موافقه
أومأت بخجل وهى تخفض بصرها ولأسفل فنظر لها مبتسما وقال
على خيرة الله بس طبعا لازم تتقلى شويه فسبيه لآخر الأسبوع
ضحكت بخفوت وهى تتخيل حالة يوسف الثائره الآن بسبب قرارات والده
بعد يومان
كانت جالسه مع سمر بغرفتها حين دق الباب فوقفت سمر متجهه إليه وفتحته لتجده يوسف يهمس لها
هى نواره عندك
ابتسمت سمر مانعه ضحكتها بصعوبه فأخيها أشبه بالمراهق يتسلل لرؤية حبيبته خوفا من أن يراه أبيه !
همست له بالمثل
ايوه بس مش هينفع تدخل عشان بابا هيزعقلى
الټفت خلفه وهو يقول بهمس
خليك جدعه بقى بقالى يومين مش عارفه أتلم عليها أقولها كلمتين حلوين يلينوا دماغها أقف بس على الباب هنا وراقبيلى الجو وأنا هظبطك ها
أنهى حديثه بغمزه وهو يدلف للغرفه اتسع فاهها پصدمه أهذا هو أخيها يوسف الطبيب الوقور يغمز لها ويقول هظبطك !!!!
كانت جالسه وظهرها للباب تمسك ثوبا بيدها تقوم بحيكاته حين استمعت لصوت يهمس من خلفها
يارتنى كنت فستان
انتفضت واقفه وهى تطالعه بدهشه ورددت
يوسف ! ايه الى جابك هنا !
غمز لها بعيناه وهو يقول
الهوى رمانى
ضيقت حاجبيها بدهشه أكبر وهى تغمغم
ال ايه مالك يا يوسف !
ابتسم قائلا
الهوى متعرفيهوش هو عمره مازارك ولا ايه بعدين مالى أنا زى الفل أهو
زى الفل ! يمكن المهم أنت جاى هنا ليه عمى الحاج لو شافك مش هيحصل طيب
رفع رأسه بغرور وهو يردد
مش هيحصل طيب ازاى يعنى ! على فكره بقى أنا هبقى