السبت 28 ديسمبر 2024

نذير شوم

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

خطيبك إن شاء الله ومحدش له حق يمنعنى أشوفك 
انتفض بخفه حين وجد كف غليظه تحط فوق كتفه وأكمل مرددا 
إلا بابا طبعا 
انطلقت ضحكاتها وضحكات سمر فالتف لينظر لأبيه ليجده إبراهيم هو من خلفه أزاح يده من فوق كتفه وهو يردد بضيق 
أيه يا إبراهيم حركات المخبرين دى ماتكح يا جدع 
ضحك بخفوت وهو يقول 
كنت عنتره بن شداد من شويه يلا يا خفيف أبوك جاى ورايا 
التف ل نواره بضيق وهو يقول 
اضحك يا ختى كل ده هيتردلك متقلقيش 
خرج وسط ضحكات الجميع عليه لكنه لم يهتم وهو يتمتم ببضع كلمات لم يستمع إليها أحد 
ما تخلصنى يا حاج أنت هتذلنى عشان تجوزهالى !
قالها يوسف بعصبيه وهو يجلس بجوار إبراهيم الذى أتى معه للتقدم لخطبتها بعدما وضعا الحلوى والورود وجلسا بهدوء وابتسامه أمام منتصر و نواره التى ارتدت فستان ذهبى بدى رائعا عليها وطرحه صغيره من نفس اللون واكتفت بوضع القليل من مستحضرات التجميل بعد بعض الكلمات الترحيبيه بينهما بدأو التحدث فيما جاءوا إليه ففوجئ يوسف بقائمة من الأسئله يلقيها عليه أبيه وبعدها أخبره منتصر بموافقة نواره ثم انتقلوا لأمور الإتفاقات بشأن الزيجه وهنا بلغت الأمور أقصى من حدها حيث دقق منتصر فى كل شئ مما آثار زوبعة يوسف 
رفع منتصر حاجبه وهو يقول 
أنت بتتأفأف وبتعلى صوتك ! طب مافيش جواز مش هجوز بنتى لواحد قليل الأدب 
كاد يوسف أن يرد لكن لحقه إبراهيم وهو يمسك بذراعه ويقول 
ياحاج كل طلباتك أوامر ومش هنختلف فيها خلينا بس نقرا الفاتحه 
نظر منتصر ليوسف بضيق 
ده قليل الأدب بيعلى صوته عليا !
تنهد يوسف بهدوء ثم قال 
معلش يا حاج أنا آسف بس بقالنا ساعه ونص بنتكلم فى تفاصيل ملهاش لازمه ! بتقولى المعالق مين الى هيجبها ! هو احنا هنتكلم فى العفش قطعه قطعه ! بعدين أنا قولت من الأول أنا مش عاوز غيرها هى وأنا هتكفل بكل حاجه 
نفى منتصر برأسه وقال 
لا طبعا أنت هتتجب علينا ! هى هتنزل تنقى حاجتها كلها الى المفروض تجيبها بنفسها وهتجيبها هى مش من فلوسك وهتدخل زى اى عروسه بفرشها الى هيحكى الناس كلهم عليه 
أدمعت عيناها بإمتنان
لهذا الرجل الذى لا تستطع وصفه فهو يعاملها كأنها ابنته بالفعل وتفهم يوسف موقف أبيه وإصراره وأنه لا يريد أن يشعرها بالنقص فقال مبتسما 
ماشى يا حاج هى تجيب الى عوزاه والباقى أنا هجيبه نقرأ الفاتحه بقى 
رد منتصر بتنهيده راضيه 
نقرأ الفاتحه والخطوبه الأسبوع الجاى زى النهارده والفرح آخر الشهر الجاى 
رد يوسف باقتراح 
مانخليها أول الشهر الجاى ده النهارده لسه 1 
عشان تاخد راحتها فى التجهيز وأنت برضو شقتك هتحتاج شوية شغل ولا هتسكنوا فى الشقه الى جنب دى 
نظر يوسف لنواره وقال 
والله الى نواره عوزاه أنا معنديش مانع 
ردت بابتسامه 
لأ أنا عاوزه أبقى فى البيت
هناك مبقاش هنا لوحدى 
ابتسم يوسف وقال 
يبقى على خيرة الله 
ناهد خالد 
يوم الخطبه 
بحب اللون الأخضر عليك عشان كده جبتلك ده ألبسيه الليله 
كانت هذه الجمله المدونه على بطاقه ووضعت مع فستان أخضر أنيق وصل لها منذ قليل 
ابتسمت بحب جارف وهى تخرج الفستان من حقيبته وارتدته فورا فبدى رائعا عليها 
اوبا ايه الفستان الجامد ده 
قالتها زينب وهى تدلف للغرفه فردت نواره بابتسامه 
يوسف اللى بعته 
ضحكت الأخيره بمرح وهى تقول 
يا سيدى على الحب طيب يلا بقى نعمل الميكب قبل ما العريس يوصل 
فكانت قد أصرت نواره على أن تكون الخطبه فى شقتها المؤجره بعدما تم تزيينها 
بعد نصف ساعه 
دلفت سمر بابتسامه وهى تقول 
العريس وصل 
دلف يوسف بعدها بعدما دق على الباب واستمع إذن الدخول وانسحبت سمر وزينب للخارج 
وقف أمامها يبتسم بحب ثم قال 
تسحرى زى ما اتخيلتك بالضبط 
ابتسمت بخجل ظهر فى إحمرار وجهها فاستمعت له يقول 
لأ أنا مش عاوزه كسوف انا عاوز أسمع كلمه منك 
نظرت لبدلته الأنيقه وقالت باضطراب 
شكلك حلو اوى 
رحم خجلها فابتسم قائلا 
عيونك الحلوين كنت بتقوليلى فى التليفون إن فى حاجه مهمه عاوزانى فيها 
أومأت وهى تقول 
ايوه بص يا يوسف فاكر يوم ما روحنا لبابك عشان يكلمنا عن موضوع التشاؤم وكده 
أومئ بتأكيد فأكملت 
يومها أنت بنفسك قولت أنك مش ملم بحاجات كتير فى الدين المهم أنا زيك تمام ف حابه أخد منك وعد دلوقتى أنك تساعدنى نعرف دينا أكتر ونحفظ قرآن سوا أكننا وبنتعلم من أول وجديد عاوزه نوعد بعض أننا نساعد بعض ولو فى يوم حد كسل التانى يساعده وياخد بإيده للطريق الصح قولت ايه 
ابتسم باتساع وهو يقول 
طبعا موافق أصلا بقالى فتره بفكر فى الموضوع ده مش طبيعى أكون عندى كل العلم ده بالأعمال الدنياويه وجاهل فى دينى وهخلى الحاج منتصر بنفسه يساعدنا 
بادلته الإبتسامه بسعاده وهى تقول 
ربنا يحفظك ليا يا يوسف 
ابتسم بخفوت وهو يقول 
كان نفسى أقولك كلمه تانيه بس إحنا قررنا نلتزم بدينا ونبدأ نمشى فى الصح وربنا يسامحنى لما قولتها قبل كده فهقولك ويحفظك ليا 
قصده على بحبك 
كانت سمر فى مدرستها التى تبدأ ظهرا و يمنى كالعاده عند أهلها لمرض والدها وزينب ذهبت هى اليوم لتجلب عمرو من مدرسته فدلفت هى لشقة رحاب لتنظفها لعدم قدرة سريه على أعمال الشقتين 
استمعت لغلق الباب وهى تنظف المطبخ وهرولة أحدهم بالخارج خرجت لتجد منتصر يركض بين غرفته وغرفة مكتبه فهتفت بقلق 
فى ايه يا عمى بتجرى ليه 
وقبل أن يجيبها استمعت لدقات سريعه فوق باب الشقه فذهبت سريعا لتفتح فوجدت إبراهيم الذى دلف سريعا وهو يقول لمنتصر بأنفاس متسارعه 
حد كلمك يا حاج 
رد الأخير پغضب 
كلمونى ومش لاقى الزفت مفتاح العربيه عربيتك معاك 
أومئ بإيجاب فأكمل 
هدخل أجيب فلوس بسرعه أكيد هنحتاجها 
دلف سريعا للداخل وتوقف هى أمام إبراهيم تسأله بفزع 
هو هو فى ايه يا إبراهيم 
نظر لها بحزن وآسف وهو يغمغم 
فى حد كلمنا بيقولوا يوسف عمل حاډثه وهو رايح القاهره 
بهت وجهها يوسف ! لقد كان معها صباحا وأخبرها أن صديق له من المستشفى التى كان يعمل بها فى القاهره توفى ويجب عليه الذهاب لحضور العزاء حاډث !
رددت بوجه جامد وكأنها لم تدرك الصدمه بعد 
وحالته ايه 
نظراته لها وصمته كان كفيل بإيصال الإجابه لكنه أكد عليها حين قال 
الى كلمنى بيقولى أنه فى العمليات و وحالته صعبه 
يتبع 
نذير ش ؤم
الفصل الثامن والأخير
خرج منتصر من غرفته يركض تجاه إبراهيم وهو يقول 
يلا أنت لسه واقف عندك !
أفيقت من صډمتها وهى تردد بلهفه 
أنا عاوزه أجى معاكوا يا عمى 
نظر لها منتصر بضيق ثم ردد باقتضاب 
مش هينفع يلا يا إبراهيم 
نظرت لخروجهما بصمت فلم تجد ما تقوله بعد طريقة منتصر معها ! جلست فوق المقعد الموجود فى الصاله وهى تنظر أمامها بشرود ودموعها تنزل بصمت ترى ما أصاب يوسف وكيف حالته ! أسيأخذه الله منها بعدما تعلقت به وأصبح لها العوض عن كل سئ أصابها سلفا ! خفضت بصرها لدبلته التى تزين إصبعها فوجدت شهقاتها تخرج بعدما كانت تحاول كتمها بكت بحرقه على حظها العاثر الذى لا يجعل فرحه لها تكتمل بكت خوفا من أن تحرم ممن
ارتضاه قلبها آنيسا ظلت تبكى لأكثر من نصف ساعه كامله حتى شعرت بأعينها قد جفت من البكاء توقفت فجأه ووجدت نفسها تخرج من الشقه بل من البيت بأكمله قاصده شقتها 
وصلت لها فتوجهت فورا للمرحاض وتوضأت ثم ارتدت ما يناسب الصلاه ووقفت بين يدى الله تصلى وتدعو الله أن يرده إليها سالما وألا يصيبه مكروه هذا ما
شعرت أنها تريد فعله لذا أقبلت عليه دون أى تردد شعرت أنها لا تريد أن تفكر فى حالته خاصة والأفكار السيئه تتزاحم فى عقلها حول ما سيؤول إليه الأمر 
ظلت تتضرع لله بالدعاء وتقرأ القرآن كى يهدأ نفسها القلقه الثائره وبالفعل هذا ما حدث وللعجب بعدما انتهت وجدت السکينه تغزوها وراحه غريبه تتسلل لقلبها و يقين خفى بأن الله لن يرد دعائها ويوسف سيكون بخير 
أخرج هاتفه ليدق عليها ثوان وأتاه الرد وهى تقول بلهفه 
ايوه يا عمى طمنى يوسف كويس 
رد بضيق 
لا مش كويس حالته مش مستقره 
أما على الجهه الأخرى تلألأت الدموع فى مقلتيها وهى تقول 
يعنى الدكتور قال ايه 
زفر منتصر بضيق وهو يقول 
أنا مش بكلمك عشان تقوليلى الدكتور قال ايه أنا بكملك عشان حاجه تانيه 
ردت بقلق 
حاجة ايه ياعمى 
اسمعى يابنتى أنا شكلى غلط لما قولتلك أنك ملكيش دخل فى الى بيحصل لعيلتى يوسف ابنى أكتر حد من ولادى غالى عندى ومعنديش استعداد أخسره فأيا كان أنت فعلا نذير شوم زى مابيقولوا ولا لأ أنا ميفرقش معايا غير ابنى والى بيحصلنا ده مش طبيعي مش هستنى لحد ما أخسره فأبعدى عن ابنى وعننا وامشى بشرك ولا خيرك بعيد عنا 
ابتلعت غصه مريره فى حلقها وهى تستمع لحديثه الصاډم لها لم تتوقع أن الحاج منتصر من أرشد عقلها للصواب هو من يقول هذا ! صمتت لثوان تستجمع رابطة جأشها ثم قالت 
اعذرنى يا حاج بس الوضع دلوقتى اختلف ويوسف بقى خطيبى مش مجرد دكتور شغاله عنده والوحيد اللى له يقرر يكمل معايا ولا لأ هو يوسف مش حد تانى وبالنسبه لأنك رجعت فى كلامك وحسيت أنى فعلا نذير شوم فمش هقولك غير حاجه واحده قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون يمكن حضرتك نسيت الكلام الى قولتهولى يومها بس أنا منسيتوش عشان كده بقولك حاډثة يوسف مش بسببى حاډثة يوسف قدر ومكتوبله مليش دخل فيه سلام يا عمى 
أغلقت الهاتف وهى تتنهد براحه تشعر أنها تأخرت كثيرا فى تلك الخطوه التى تقف فيها أمام الجميع وتنفى عنها التهمه الملصوقه بها لكن لا بأس أن تتأخر أفضل من الأ تصل !
أغلق معها الهاتف بإبتسامه هادئه ونظر للذى أمامه حين قال 
أنا مش عارف أنا طاوعتك ازاى يا حاج فى الى عملته ده يعنى قلقتها عليا و كمان كلامك ليها دلوقت افرض روحنا لاقيناها مشيت ! 
كانت هذه كلمات يوسف الجالس أمام مكتب أبيه وأمامه يجلس إبراهيم يتابع ما يحدث فى
10 

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات