الخميس 26 ديسمبر 2024

نرجس

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


بيته أقترب من بهدوء ووضع يده على كتفها لتنتفض پخوف تنظر اليه بړعب حقيقي قال محاولا ان يبثها بعض الامان
ده انا متقلقيش وبعدين هو أنت خاېفة من يا نرجس! 
هزت رأسها للاعلى والاسفل مرة لكن بسرعة شديدة عادت تهز رأسها يمينا ويسارا بشكل اسرع 
ليقطب جبينه ببعض الضيق لكنه ذكر نفسه بكل ما عشته تلك الطفلة التي لم ترى من الدنيا سوا قسۏتها فقط لذلك رفع يده امامها وقال برفق

طيب هاتي ايدك
رفعت يدها المرتعشة وضعتها في يديه ليقول وهو يسحبها لتسير جواره متوجها الي المطبخ
انا مېت من الجوع تعالي ناكل لقمة صغيرة سوا 
تيبست قدميها أرضا وهي تتذكر انها لم تستطع صنع طعام العشاء كما هي العادة بسبب مرض والدتها وقله المال معها 
تجمعت الدموع في عيونها ليفهم ما يدور بداخل رأسها الذي اصبح لا يقرأ ولا يعي اي شيء من الحياة سوا الخذلان والانكسار والضعف 
ضمھا الي صدره بحنان ابوي اكثر منه عشق رجل لأمرأة وقال برفق
مفيش فرق بيني وبينك يا نرجس وانا جايب لينا جوة عشا ملوكي هيعجبك اوي 
أومأت بنعم دون ان تعلق واحساس التضائل بداخلها يلتهمها بلا رحمة
سارت معه حتى وصلوا الي المطبخ ليجلس على أقرب كرسي وهو يفتح علي الطعام ويهمم بتلذذ من رائحة الطعام المميزة 
لكت يده توقفت في الهواء وهو يراها مازالت واقفه جواره ولم تجلس كما جلس هو ليبعد لها الكرسي قليلا وقال وهو يشير له
اقعدي 
ظلت واقفه في مكانها تشعر بالتردد ليمسك يدها ويسحبها بقوة حتى جلست وقال بتحذير 
اسمعيني يا نرجس والكلام ده هقوله لاخر مرة 
رفعت عيونها تنظر اليه بترقب ليكمل هو بهدوء 
أنت مراتي وحبيبتي وحلم عمري اللي عشت سنين اتمناه وحتى لو مش حبيبتي وكنتي مراتي بس ف ربنا قال وجعلنا بينكم مودة ورحمة يعني يا بنت الناس أنت لا جارية ولا خدامة ولا اقل مني درجة انا وأنت شركاء في الحياة انا وأنت هنبني بيت وعيلة ونجيب ولاد نربيهم على الحب أنت هتبقي امهم مصدر الحنان والتربية وانا ابوهم اللي هيأسس القواعد ويحط الحدود ويوفر ليكي وليهم الأمان وكل اللي تحتاجوه ف اوعي في يوم تفكري انك محتاجة تقدمي اي تنازلات علشان تفضلي ساكنه بيتي وتحت حمايتي لانك ببساطة ساكنه قلبي وحياتي من غيرك تبقى ظلمة في وقت الاكل مكانك قبل مكاني وايدك قبل أيدي البيت من النهاردة تحت تصرفك وانا من رعاياكي المخلصين 
كانت الدموع ټغرق وجهها وهي تستمع لكلماته الصادقة النابعة من قلبه الطيب الكبير 
وبشكل طلقائي انحنت تقبل يده بحب هذه المرة لم يبعد يده لانه استشعر حبها في تلك القبلة ف انحنى يقبل رأسها بحب
هو الاخر 
حين انتهوا من تناول الطعام أمرها بسكل حازم ان تذهب الي الغرفة حتى تبدل فستانها وانه هو من سينظف المطبخ حاولت الاعتراض لكن بنظرة صارمة منه ابتلعت ذلك الاعتراض وغادرت المطبخ 
بعد اكثر من ربع ساعة طرق على باب الغرفة وهو يقول بمزاح
خلصتي ولا انت اصلا قررتي اني انام على الكنبة في الصالة
بعد لحظات فتح الباب وهي تقف
خلفه تنظر أرضا وخصلات شعرها تخبىء وجهها عن عينيه 
دلف الي الغرفة واغلق الباب وهو ينظر لها بتفحص واعجاب شديد من اخمص قدميها الصغيرة التي تشبه اكثر قدم طفلة وغلالتها البيضاء التي تغطي جسدها بنعومة وخصلاتها المتناثرة حولها تخبىء وجهها الذي يعشقه عن عينيه
الذي اغضبه بشده لانه يفهم سببه الا انه يشعر بالامتلاء يشعر الان انه أصبح كاملا دون نقصان 
نظر لها بطرف عينيه ليراها تغط
 

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات