حكاية هند بنت التعمان
انت في الصفحة 2 من صفحتين
فرحت ببسالة فرسان قبيلتها الذين أعدوا العدة لمواجهة جيش كسرى وحماية من يستجير بهم وقالت في ذلك ابتهاجا وفخرا
الصفحة 0
أنا الحجيجة من قوم ذوي شرف .. أولى الحفاظ وأهل العز والكرم
قولوا لكسرى أجرنا جارة فثوت .. في شامخ العز يا كسرى على الرغم
نحن الذين إذا قمنا لداهية .. لم نبتدع عندها شيئا من الندم
وأقبل جيش كسرى للنيل من قبيلة شيبان وإذلال هند فكان جيش بني شيبان لهم بالمرصاد فهزموهم وغنموا منهم مغانم كثيرة فاستشاط كسرى ڠضبا فأعد جيشا عظيما لإذلال بني شيبان ومن جاورهم من العرب ثم سار بجيشه قائدا وجعل ابناه في الميمنة والميسرة وكان هو في القلب فلما علمت قبائل العرب عزمت على مؤازرة إخوانهم والانضمام إليهم في قتال كسرى وتلك من سمات الحمية عند العرب فكانوا يحمون الجوار ولو كان الثمن أرواحهم.
ولما
كان من
هزيمة كسرى و مقټل نجليه لم يجرؤ على الاقتراب من العرب أو قتالهم ولم يجرؤ على ذلك أحد غيره من الأعاجم فكان تآزر العرب عند الشدائد لحماية الجار المستجير و حفظ نسائهم و غيرتهم رادعا لكل معتدي.
كان من المروءة أن أحدا من فرسان القبائل الذين دافعوا عن هند لم يطلب الزواج منها رغم جمالها لكنهم حملوها بالهدايا قبل أن تتركهم وقد أوجزت ما حدث لها في شعرها فقالت
المجد والشرف الجسيم الأرفع .. لصفية في قومها يتوقع
ذات الحجاب لغير يوم كريهة .. ولدى الهياج يحل عنها البرقع
والنفس في غمرات حزن فادح .. ولهى الفؤاد كئيبة اتفجع
مطرودة من بعد قتل أبوتي .. ما إن أجار ولم يسعني المضجع
ويئست من جار يجير تكرما .. فأجرت و اندملت هناك الأضلع
وتواردوا حوض المنية دون أن .. تسبى خفيرة أختهم واستجمعوا
وألح كسرى بالجنود عليهم وطميح يردف بالسيوف ويدفع
قررت هند بنت النعمان أن تلبس المسوح وهو زي ترتديه الراهبات المسيحيات وتبني ديرا صغيرا لها بين الحيرة والكوفة و سمي دير هند الصغرى للتمييز بينه وبين دير هند بنت الحارث وعاشت فيه حتى جاء الفتح الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد.