ادمنت قسوتك
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
الفصل الاول
كانت مايا تقف في احد اركان غرفة المحقق تتابع سير التحقيق وهي تبكي بصمت ...
بينما انظار كريم لا تنفك ان تتركها ابدا ...
لم يستطع ان يبعد انظاره عنها ....
لقد جذبه جمالها المبهر بشكل غير طبيعي ...
هو بطبيعته يعرف العديد من الفتيات ...
وجميعهن جميلات للغاية ...
لكن جمال هذه الفتاة مختلف ...
تعالي هنا ...
اشار لها كريم ان تقترب منه فتقدمت ناحيته وصدرها يعلو ويهبط بشدة بسبب شهقاتها المتتالية ...
من امتى وانتي بتشتغلي معاهم ..!
ازدادت شهقاتها ارتفاعا فنهرها بضيق
بطلي عياط بقى واتكلمي ...
اجابته اخيرا من بين شهقاتها
انا والله مكنتش عاوزة اروح الشقة ...بس هو اللي اجبرني ...انا والله مش كدة ...
خلاص انا مصدقك ... بس اهدي الاول ...
ثم طلب من ابراهيم ان يأخذ بقية الفتيات معه ويذهب بهن الى المكان المخصص لحجز السجينات ويترك مايا معه ...
جلست مايا على الكرسي المقابل له وهي تبكي بشهقات متتالية ...
اعطاها كريم كوبا من الماء فأخذته منه وتناولته
ها بقيتي احسن ....!
اومأت برأسها بصمت ليبتسم هو بخفة قبل ان يسألها بجدية
احكيلي بقى ... ايه اللي جابك هنا ...!
مسحت مايا دموعها بأطراف أناملها ثم بدأت تقص عليه كل شيء ... كيف جاء بها القدر الى تلك الشقة ....
كان كريم يستمع اليها بملامح هادئة ويتصنع الحزن و الاسف حينما تتحدث مايا عن معاناتها وما تعرضت له من عڈاب واسى ...
متقلقيش يا مايا ...انا هساعدك انك تخرجي من هنا ...
بجد ..!
قالتها مايا بنبرة مندهشة ليومأ كريم برأسه ويهتف بها بجدية مؤكدا على ما قاله
بجد ...
انا بشكرك اووي ....مش عارفة اقولك ايه بجد ...
قالتها مايا بنبرة رقيقة ليبتسم كريم لها بخبث قبل ان يهتف بعد لحظات قليلة من الصمت
اعادت مايا خصلة من شعرها خلف اذنها ثم سألته بتوجس
مقابل ايه ...!
نهض المكان واخذ يسير امامها وهو يقول بنبرة مقصودة
مقابل ايه يا كريم ...! مقابل ايه ...بينما تتبعه هي بنظراتها القلقة ليقول بنبرة قاطعة
حاولت مايا ان تستوعب كلماته فسألته بعدم فهم
مش فاهمه ..
متستعبطيش عليا يا مايا ... انتي فاهمه كلامي كويس بأي شكل ... وتمن ده اني هخرجك من هنا زي الشعرة من العجينة...
قفزت مايا من فوق الكرسي وقالت بنبرة باكية
انا مش كدة ... والله مش كدة ...انا حكيتلك ظروفي
...
صړخ بها بنفاذ صبر
بلاش تعيدي وتزيدي بنفس الكلام ....
ثم رقت نبرته كثيرا
انا على طلبي هتتحاكمي پتهمة و هتاخدي كام سنة سجن حلوين .... وسمعتك هتنتهي ... هتعيشي كل حياتك منبوذة ...
ارجوك متعملش فيا كده ...ارجوك ...
هش ...متعيطيش ...
قالها و
هو يريدها وسوف ينالها بأي شكل ....
ابتعد عنها فجأة وسألها بحسم
ها قررتي ايه ...!
لتهز رأسها نفيا عدة مرات وهي تجيب
مش هقدر .... والله مهقدر ....
ابراهيم ...
صړخ بها كريم ليدلف ابراهيم بسرعة فصاح به
خدها جمب اخواتها .... وخليهم يتوصوا بيها ...
.......................................
جلس كريم على مكتبه وهو يفكر بأمر مايا ... الان بالتأكيد هي تعيش اسوء ايام حياتها ... كيف لا وقد اودعها في احد السجون وأوصى النساء هناك ان يستوصوا بها ... بالتأكيد سيلقنوها درسا لن تنساه طالما حييت ...
مرت عدة ساعات طلب كريم بعدها من ابراهيم ان يجلب مايا ...
فتحت الباب ودلفت مايا الى الداخل ...كان منظرها لا يوصف .... شعرها مبعثر بالكامل ووجهها مليء بالكدمات ...
نفث دخان سيجارته في الهواء حوله بينما اخذ يتأملها بعينين ناعستين وهي تقف أمامه كطير مذبوح لا تستطيع قول اي شيء ...
نهض من فوق كرسيه فجأة
عرفتي إنوا ملكيش حد غيري ... انا الوحيد اللي أقدر أنقذك من الوحل ده ...
اهتزت حدقتيها پألم واضح وهي تجيبه بإستسلام
عرفت ...
ثم أردفت متسائلة بملامح متشجنة وصوت مخټنق
عايز ايه وانا هنفذهولك ...!
رد بإستخفاف
تفتكري هعوز ايه من واحدة زيك ....!
ابتلعت ريقها وقالت
مش عارفة ....
رفع ذقنها بأنامله واخذ يتأمل وجهها المليء بالكدمات بسخرية قبل ان يقول
اقولك ... انا عايزك ...
هزت رأسها عدة مرات بينما تقصلت ملامح وجهها لا اراديا واخذ الدموع تهطل من عينيها لتقول بنبرة جزعة
بس انا مش كده ... والله مش كده ...
صړخ بها بنفاذ صبر
انتي هتستعبطي ... هو انا جايبك من جنينة الحيوانات ...
موافقة...
هتفت بها اخيرا ليبتسم بإنتصار قبل ان يقول لها بوداعة
برافو عليكي ...تعالي اقعدي هنا ...
أجلسها على الكرسي وجلس على الكرسي المقابل له ثم قدم لها الماء فرفضته ....
وضع كوب الماء امامها وقال
اسمعيني يا مايا ... انا هخرجك من هنا ... مش بس كده ... هعيشك عيشة ملوك ... هصرف عليكي ....واقدملك كل اللي بتحلمي بيه ....كل ده بمقابل بسيط
... انك تبسطيني ....
بللت مايا
شفتيها بلسانها ثم اومأت برأسها دون رد ليكمل كريم بجدية
كده احنا متفقين .... هتعملي كل اللي اطلبه منك وتنفذيه بالحرف الواحد ... عشان تخرجي من هنا ... وأي تصرف حقېر منك صدقيني مش هرحمك ....
لم تعطه مايا اي ردة فعل فنهض كريم من مكانه واجرى اتصالاته ...
اما مايا فأخذت تفكر فيما يحدث معها وكيف ستتصرف وتنفذ نفسها من هذا الشيطان ...
يتبع
الفصل الثاني
خرجت مايا من مركز الشرطة بعدما تم الإفراج عنها
لقد استخدم كريم طريقته الخاصة التي مساعدتها في تبرئتها
فقد اتفق معها على ان يخبر الجميع بأنها كانت مساعدة له في تلك القضية
حيث أرسلها هو بنفسه لتعمل في ذلك المكان حتى تجلب له معلومات عن المكان والفتيات اللاتي يعملن به
وبإتصالاته مع من حوله استطاع تبرئتها والافراج عنها
وقفت مايا امام باب المركز وأخذت تستنشق الهواء حولها بقوة
من كان يصدق ان يحدث هذا معها
لقد كان بينها وبين السچن لعدة اعوام شيء لا يذكر
هي كانت على وشك ان تحبس
والله وحده يعلم ما كان سيحدث بها وبعائلتها لو ثبتت التهمة عليها بالفعل
تنهدت پألم وهي تتذكر المقابل الذي ستدفعه في سبيل تبرئتها
ويبقى السؤال الاهم
هل ستقدر على تنفيذ ما قاله ذلك الضابط الحقېر
هل ستستطيع ان تنفذ ما اتفقا عليه
تأملت المكان حولها قبل ان تتذكر حديثه معها
انتي هتفضلي تحت عيني طول الوقت
اي تصرف مش حلو منك
هيكون مقابله رد قوي منه هعمل فيكي وفي أهلك اللي عمره ما يخطر على بالك
انا انقذتك من السچن والعاړ
وانتي هتديني المقابل ... ...
اعتصرت قبضة يدها بقوة وقد بدأت الافكار