بترفضينى ليه
انت في الصفحة 2 من صفحتين
-كشكولك متديهوش لحد؟
زفرت بضيق وأنا ببص على زميلي اللي مشي بإحراج:
-وأنت مالك بيا وبكشكولي؟
-اتعدلي بدل ما أكسرلك دماغك.
بعند -ولو متعدلتش؟
اتنهد بغيظ:
-سلمى بلاش تستفزيني.
اتنهدت -عايز أي يا طارق؟
اتكلم بنبرة عرفت وراها حزن دفين:
-إحم هو مين؟
-قصدك أي؟
-الشخص اللي خدك مني؟
-وهو أنا وأنت لبعض أي يا طارق علشان حد ياخدني منك؟
-بس أنت بالنسبالي ابن عمي وبس.
-طيب متجادليش كتير وقوليلي هو مين.
ابتسمت مش لحاجة، لكن لأنه ميعرفش إن حبيب عيني قدامي وعلى نفس ترابيزتي:
-هو راجل تتمناه أي بنت، لكن بقلب طفل صغير، قاسې، لكن حنين أوي، قلبه عاللي حواليه وغيرته متملكة، لكنه أقرب الناس ليا، ملوش في جو البنات والسهوكة بتاعتهم و رده ناشف مع كلهن إلايّا، فيه كل صفة ونقيضها يمكن علشان كده لفتني وبعدها حبيته.
-وهو؟ بيحبك؟
-أنا بحبه.
-أيوة يعني أي؟ هو اعترفلك؟
ابتسمت -أيوة.
قام من على الترابيزة وهو بيرجع الكرسي پغضب وسابني ومشي، وأنا متحملتش أقعد ثانية واحدة تاني فخدت بعضي ورجعت البيت.
-سلمى صاحية؟
-أيوة يا طارق، فيك حاجة؟
-مش عارف ومش فاهم وكل اللي أعرفه أنه مينفعش بس مش قادر لما أتعب أروح لحد غيرك.
-ممكن أرنلك؟
فكرت شوية وبعدين رديت وقولتله تمام.
-ها قولّي مالك؟
-تايه.
كنت بقفل ستارة البلكونة والتليفون على ودني -طارق اللي أعرفه ناضج وفاهم وعارف خطوته الجاية أي؟
-أنا تايه من غيرك، وكأنك البوصلة اللي بتحرك روحي والطاقة اللي بتدفعني أكمل، خاېف من بكرة أنتِ مش فيه يا سلمى.
مستحملتش وبدأت أبكي وهو بكى معايا على الخط:
اتكلمت من وسط شهقاتي:
-طارق أنا ... أنا لازم أقفل.
جاني صوته وهو بيحاول يظبط أنفاسه ويتكلم بجدية -تصبحي على خير يا سلمى.
قفلت واختفيت من كل مكان وسيبت القاهرة وأجزت من شغلي في الصيدلية، سافرت إسكندرية لخالتي أريح أعصابي وأفصل بهواء اسكندرية والبحر بتاعها اللي يرد الروح.
-بابا بيحبني يا خالتو.
بعصبية -حبه غلط، حبه ھيأذيكي.
-يأذيني!
-أيوة يأذيكي، لما يرفض كل شاب يتقدملك لأنه خاېف تبعدي عنه يبقى بيأذيكي، لما يلاقي ابن عمك بدأ يقرب منك ويحبك فيقولك ابعدي عنه وإلا قلبي وربي هيغضبوا عليكي فتقرري تصديه وتحاولي ټموتي أي مشاعر ليه من ناحيتك يبقى باباكِ بيأذيكي يا سلمى.
-كفاية يا خالتو كفاية بالله عليكي مش متحملة....
-لازم تسمعي لأنك مبقيتيش صغيرة، باباكِ عايزك جنبه لأنه أناني في حبه وبيشوفك نجاة الصغيرة، بيشوف مامتك الله يرحمها كل ما يشوفك، بس ده قدر يا بنتي ولازم تكوني شجاعة وتتمسكي بحبك زي ما مامتك اتمسكت بباباكِ زمان..
كلام خالتو بقى يرن في وداني، خدت بعضي ونزلت أتمشى وأنا بفكر في كل حاجة، وبفكر في طارق، أنا مش متخبلة أشوفه في يوم مع واحدة غيري، بس تصرفاتي هتخليه يفكر في غيري، مش ده اللي أنا عايزاه؟ بس هو إنسان وكل بن آدم ليه طاقة وأكيد هييجي في يوم ويبطل يعافر.
-عمري ما هبطل أعافر علشانك يا سلمى وأنا شايف في عينيكي حب ليا.
-طارق!
-تعبتيني بغيابك.
-كنت متلخبطة.
-فتقومي تسيبي كل حاجة وتمشي؟
-كان لازم أرتب خطواتي الجاية...
ابتسم وكمل كلامي -معايا.
استغربت كلمته بس لقيته بيقرب خطواته وبيوضح مغزاه:
-خطواتك الجاية معايا.
بعصبية مزيفة -أنت مچنون؟ أنا بقولك فيه حد في حياتي.
-أها مانا اتعرفت عليه وهو حكالي.
اتوترت:
-حكالك! .. حكالك أي؟
-كل حاجة.
-كل حاجة كل حاجة؟
ابتسم- كل حاجة كل حاجة.
-طارق!
-دوبتيني وخضتيني وخدتيني البحر ورجعتيني عطشان.
-رجعتك عطشان؟ ده أنا قاسېة أوي.
-يرضيكي أرجع عطشان؟ بدل ما ترويني؟
-وأي اللي يرويك يا واد عمي؟
-حُبك يا جميل.😉