حياة يوسف
هانم بتاعتك دى مخطوبة قبلك يجى اربع مرات .
ظهرت الصدمة على ملامح كريم قائلا بلعثمة ...أربع مرات !!
لوت والدته فمها قائلة...كان قلبى حاسس يا ضنايا إنك مش عارف حاجة وشكل البت دى بضاعتها يا ابنى مغشوشة زى الصينى بالظبط .
كز كريم على أسنانه بغيظ قائلا...والهانم كانت بتقول انا اتخطبت قبل كده وانا بحسب مرة وعدت إيه هى شربات بتغير فيهم .
كريم...والعمل ايه يا ماما
انا لسه جايب شبكة بالشىء الفلانى وعامل فرح دفعت فيه كتير غير الشكولاتات والهدايا .
لو سبتها هيروح عليه كل ده .
فوقفت والدته غاضبة قائلة بعصبية ...يروح فين يا ضنايا لا هناخدهم من حباب عنيهم .
سبنى بس أنا أتصرف وملكش دعوة بالموضوع ده خالص .
تعالت ضحكة والدة كريم ثم قامت بنغزه قائلة...اه منك يا واد يا بكاش بس كده من عنيه الأتنين .
قبل كريم يد والدته قائلا..متحرمش منك يا ست الكل .
.....
أفاقت حياة من شرودها على صوت رنين الهاتف لتستمع بعدها لصوت والدتها الغاضب فأسرعت إليها لتعلم ما فى الأمر فوجدتها تحدث والدة كريم ....
تخشبت أوصال حياة ثم ارتعدت وهطلت دموعها كالشلال على وجنتيها ولم تتحملها قدماها فسقطت مغشيا عليها فصړخت والدتها وتركت السماعة صاړخة بنتى بنتى
والدة كريم...شوفى الست اللى معندهاش ډم سبتنى كده على السماعة .
هرول والد حياة إلى إبنته ثم حملها إلى الفراش .
والد حياة بلهفة وصوت متقطع ...هاتى بسرعة إزازة البرفان واعملى كوباية لمون يا ام حياة.
والدة حياة بإرتعاشة ...حسبى الله ونعم الوكيل طيب نوديها المستشفى أنا قلقانة عليها يا حاج .
والد حياة......لا أنا عارف هوديها فين يريحها بس هى تفوق الأول .
حياة بذهول.......بيحبنى بس ..انا دعيت كتير يكون كريم من نصيبى وكفاية اللى شوفته قبليه .
واخدوا من عمرى كتير وبقت سيرتى على كل لسان ونفسى فرحتى تكمل زى كل بنت هفضل امتى لغاية كده بس يا بابا ثم غلبتها الدموع مرة أخرى وبكت على بكاؤها والدتها .
أنت شكلك مسمعتيش كلام الراجل اللى جه يشتكى للشيخ والشيخ رد عليه وقال ايه
انتبهت حياة لحديث والدها وأتبعت ...قال ايه يا بابا
والد حياة .....
شكى شخص الى احد الشيوخ
فقال له ياشيخ لماذا لا أجد الا الغدر والخيانه ممن أحسن اليهم
الشيخ لا يجيب.
السائل لماذا أجد الجفاء ممن أحببتهم وأخلصت لهم
الشيخ لا يجيب
السائل لماذا ماټ احبتى ولم يبقى إلا أعدائي
الشيخ لم يجيب
السائل أخذ يبكى ويسأل لماذا اشعر بالوحده والغربة في هذه الحياة
الشيخ لم يجيب
السائل لماذا لا يحسن الناس الظن بي
الشيخ لا يتكلم
السائل لماذا ېكذب من اصدقهم ويقسو
علي من احنو عليهم ويرحل عني من اعانقهم
الشيخ لايتكلم
السائل لماذا يدى ممتدة بالخير وايدي الناس ممتدة لي بالشړ ويقابلوا محبتى بفجور وليس بالود واخذ يبكي
فقام الشيخ
ووضع يده على قلب الرجل وقال له
يا أخى لا أدري لماذا أحبك الله كل هذا القدر
ربما انت ممن قال عنهم الله
أولئك هم المحسنون اصحاب مراتب الصبر والإحسان
فاعلم يا أخي أنك جئت تشكو لي حب الله لك
فسكت السائل ونظر للأرض وعينه تدمع فرحا
وقال للشيخ
أصبت فرميت القلب
أصبت فبينت الدرب
العبرة
ليس بالضرورة ان يكون اذى الناس لك ابتلاء فقد تكون انت من اهل الاحسان وانت لاتدري
فلا ينال مرتبة الاحسان الا أنقياء القلوب
اللهم افرغ علينا الصبر والاحتساب .
واجعلنا من المحسنين .
فبكت حياة من رحمة الله التى طالما كانت مختبئة فى صورة بلاء يتبعه خير كثير .
حياة ....اللهم لك الحمد حتى ترضى ثم سجدت لربها شاكرة وسئلته أن يقر عينيها قريبا بمن يحفظها .
وعندما رفعت رأسها من السجود وجدت والدها مبتسما قائلا...بقولك يا حياتى ايه رئيك نروح عمرة رمضان
فما لبث أن أتم كلمته حد وجد حياة تتعلق برقبته وبصوت يعمه الفرح ...بجد يا بابا
والد حياة...يجد يا حياة بابا .
حياة......ده هيكون اسعد يوم فى حياتى .
ثم نظرت لوالدتها قائلة...ماما لو سمحتى رجعى حاجة كريم كلها ليه .
جحظت عين والدتها قائلة بإندهاش ...أنت بتقولى ايه يا بنتى يعنى هو اللى سايب ده غير الكلام اللى سمت بيه بدنا الست أمه وكمان نرجع حجته !
حياة بإبتسامة رضا....ده نصيب يا امى وربنا يرزقه بالأحسن وربنا يرزقنى بالأحسن رجعى الحاجة وانا واثقة فى رحمة ربنا إنه هيرجعلى أضعفها .
فابتسم والد حياة قائلا...ايوه كده دى بنتى حياة اللى انا اعرفها وعارف كويس إن نتيجة الصبر جبر
ثم