شافنى بقولك

_ بقولك شافني يا ملك شافني! 
شافني وأنا بفطر في نهار رمضان! 
_آخيرا فتحتي عيونك
ممكن أفهم بتتنفسي وبتعرقي بالشكل ده كدة ليه 
حصل إيه لكل ده يا عائشة!
_ أيه أنا فين
وبعد عدة ثواني شهقت بقوة و أدمعت أعينها پقهر قائلة
_ شافني يا ملك شافني!
سألتها بإستغراب وحيرة قائلة
_ رواد
اومأت برأسها مؤيدة بحزن ممتزج بخجل
_ فاكرة لما زعقتيلي علشان أكسر صيامي وسيبتيلي الطبق ومشيتي علشان تتوضي وتصلي
أجابت ملك بتأييد مردفة
_ أيوة.
استكملت الآخرى حديثها متحدثة پقهر واضح
_ مسكت طبق الكنافة وأكلته وياريتني ما أكلت ببص قدامي لاقيت رواد بيخبط على الباب و دخل و كان لسة هيتكلم بس خرج من الأوضة و عيونه في الأرض!

أنا كان نفسي الأرض تنشق وتبلعني! 
مش متخيلة الفكرة اللي أخدها عني عاملة أزاي.
صمتت لبرهة ثم بكت بشدة قائلة
_ ملك رواد عرف إني مفطرة في نهار رمضان
إنت مستوعبة اللي حصل 
ياريتني ماسمعت كلامك 
ياريتني ما أكلت حاجة.
توجهت ملك إليها وقامت بإحتضانها بكل دفء قائلة
_ ممكن أحكيلك قصة
نظرت لها بإستغراب وحيرة ما بال تلك البلهاء تراها تبكي والآخرى تردف بكل سلاسة وتقول أنها تريد أن تسرد قصة
فقاطعت ملك حبل أفكارها قائلة بمرح 
_ هحكيلك.. 
_ أنا بكره كوني بنت ليه بس نفطر في الشهر الكريم ده و كل ده بسبب حاجة مش بأيدينا استغفر الله العظيم!
لأ لأ مش هعملها وآكل بكل برود كدة أنا هشرب بق ماية صغير و خلاص زي ما بعمل كل سنة.
طيب يا ترى حد صاحي وهيشوفني ولا لأ
لأ لأ لازم اتأكد بدل ما ماما تيجي بعلو صوتها وتيجي تقولي تعالي دوقي ملح الأكل مظبوط ولا لأ!
بعد عدة محاولات للتلصص على أجواء البيت وتحديدا الطرقة المؤدية إلي المطبخ.
قامت بسحب كوب صغير من المطبقية و قامت بملئ مقدار أقل من ربعه بالماء الفاتر ثم قامت بشربه على مهل مؤنبة ضميرها بشدة
و بعد أن انتهت وجدت رواد أمامها!
نظرا لبعضمها في صمت طال لنصف دقيقة ثم بعدها تحدثت ملك بتلعثم شديد قائلة
_ ء أنا ك كنت ناسية مش عارفة 
أ أ محتاج حاجة
حاول كتم ابتسامته و أردف بحنو قائلا
_ لأ بس صحيت النهاردة ولاقيت إن المحاضرة اتلغت فقولت بركة الواحد يكمل نوم بس ماعرفتش بقى ما إنت عارفة إن نومي تقيل.
ابتسمت هي الآخرى ومازالت علامات الخجل عالقة بملامحها و تحدثت بتوتر قائلة
_ طيب أنا ماشية بقى.
سألها بهدوء قائلا
_ روحي يلا شوفي بتعملي أيه وأنا هروح أقعد في البلاكونة شوية. 
ظلت تدور حول المنزل كالذبابة في سرعتها فشعور أنها قامت بمصېبة يرادوها ويلتهمها ببطئ فتوجهت لا إراديا حيث الشرفة ووجدته ممسكا بيديه كتاب الله ويتلو آياته بخشوع وهدوء.
تحدثت بصوت خفي يكاد يكون مسموع قائلة بتوتر بادي على ملامحها ونبرة صوتها
_ رواد.
توقف عن تلاوته و أغلق المصحف ونظر لها بإهتمام 
قائلا بهدوء
_ نعم